مواضيع اليوم

زيارة الأقصى ليست لرموزنا

هشام صالح

2012-04-24 00:19:10

0

بمُجرد أن صرَّح شيخ الأزهر السابق د. سيد طنطاوى رحمه الله بموافقته المبدئيه على زيارة سيقوم بها للمسجد الأقصى حتى تم شن حمله ضاريه عليه ، وأخيراً فوجىء الجميع بزيارة مفتى مصر للمسجد الأقصى وهى زيارة تمت دون إعلان أو تمهيد ، وفى البداية علينا أن نقول أنه وبشرط واحد ووحيد من الممكن أن يزور الجميع المسجد الأقصى فيما عدا رموز هذه الأمة ونخبتها وشخصياتها العامة سواء مسلمين أو مسيحيين ، ولأن المفتى ليس شخصية عادية فزيارته مرفوضة حتى لو صرح بأنها زيارة شخصية ، ورغم هذا فالعرف الذى إتخدناه من عشرات السنوات بعدم زيارة المسجد الأقصى يجب أن تبحث اليوم أُمتنا العربية والإسلامية مزاياه وعيوبه ، فعندما أتحدث عن رأيى المبدئى سأقول أننا لن نخسر إلا أشياء قد خسرناها قبلاً بالزيارة المُنفردة والمشئومة للسادات وقيامه بالتوقيع منفرداً على معاهدة السلام وكان هذا إعتراف بإسرائيل كأمر واقع ، وعندنا مثل شعبى فى مصر يقول " البعيد عن العين بعيد عن القلب " وأعتقد أن بعدنا عن زيارة المسجد الأقصى جعلنا متبلدى الإحساس بالنسبة لما يحدث له من إنتهاكات ، فأصبحنا نراها من البدِيهيات فاليهود درسونا تماما ، أصوات حنجورية إذا ما تجرأنا مرة وإرتفع صوتنا ، فبدأ الصهاينة التمهيد لهدم الأقصى منذ عشرات السنين عن طريق الصدمة ثم يليها الهدوء والسكون ثم تبدأ صدمة أخرى أكبر وهكذا ومن كثرة الصدمات المسددة لنا وكثرة الصمت أصبحت لدينا مناعة ضد أى مفاجأة غير محتملة لأننا بصمتنا جعلناها مفاجأة محتملة ، فالصدمات على فترات لن تولد إعتراضاً أو عنفاً أو حتى صوتاً ، وحتى لا نترك إسرائيل تعمل فى صمت لهدم الأقصى دون أن تهاب المسلمين علينا أن نرتبط أكثر وأكثر وجدانياً وروحانياً ومادياً بالأقصى الشريف ، ليرى كل ذاهب لزيارته مدى الظلم والإهانه التى يعيش فيها الفلسطينين ، ويأتى ليحكى لنا - كما يحكى الحاج لبيت الله الحرام مع الفارق طبعاً - بمشاهداته هناك فنزداد شوقاً وإرتباطاً بالأقصى الأسير ، وحتى لو حاولت إسرائيل أن تُظهِر تحضرها بمعاملة الزائرين للأقصى معاملة حسنة فلن نخسر شىء لأننا نريد فقط زيادة الإرتباط بالأقصى .
والشرط الوحيد لزيارة الأقصى أن يتم التعامل مع إسرائيل بالمثل ، فكما يدخل الإسرائيليون سيناء ـ التى يعتبروها أرضهم حتى الآن وغداً ـ بدون تأشيرة يجب أن نعامل بالمثل وندخل لزيارة الأقصى بدون تأشيرة ونجعلها زيارة اليوم الواحد ، وهذا القرار يُعتبر سلاح ذو حدين السىء والضعيف الآن في يدنا والقوى فى يد إسرائيل وهو بعدنا عن الأقصى فماذا سنخسر لوعكسنا الوضع ؟! فكم يكلفنا تأمين زيارة عشرات فقط منهم لمولد أبو حصيرة بمصر؟! بالتأكيد لن تستطيع إسرائيل تحمل تبعات التطبيع وزيارة ملايين المسلمين من العامة وليس الرموز للأقصى الأسير .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !