زيادات بن كيران

عند الكثير من المغاربة، فقد بن كيران مصداقيته، لم تعد خرجاته البهلوانية كما ترى المعارضة تضحك، كلامه الدارج   القريب من كلام العامة لم يفلح في آخر خرجاته الإعلامية من تقليص فجوة البعد التي رسمتها زياداته المفاجئة بينه و بين المواطن العادي، ما الذي فعله بن كيران؟ خطوة جريئة نفذت في ليل، بشكل فجائي، نزلت كالصاعقة على الشارع المغربي المنتظر للفرج و سط اشتداد الأزمة، حتى برلمانيوه لم يستصيغوا القرار فهم لم يستشاروا فيه حسب قولهم، هل كان بن كيران و هو يوزع أمانيه الإنتخابية على علم بما تمر به الدولة حتى يقرر هذه الزيادة في أثمان المحروقات و بهامش كبير ، أين مستشاروه  و مخططوه الإقتصاديون؟ أين أرباب حملاته؟ 

 إنها صدمة في شقيها، إن صدقنا الرجل و اعتبرنا الدولة في أزمة تستحق مثل هذه التضحية، فلا يمكن القول إلا أن الرجل و حزبه قدموا  لفوهة المدفع، أي أن  بن كيران و وزراءه وجدوا أمامهم واقعا غير الذي  بنوا عليه حملتهم و أرقامهم الإقتصادية، خاب بن كيران  و أغرق نفسه في الوحل، هي مصيدة جلب إليها برضاه ليفقد رصيده برضاه و ليمرر مرحلة الربيع برضاه، كبش فداء رجل العدالة هذا.

 وقد يكون الرجل و على حد قوله و قول وزير الحكامة الرشيدة بوليف قادر على إرضاء الشارع حين أردف وعوده بشأن صندوق المقاصة و الموعزين والفقراء، لكن هل نصدقه وعوده الأخيرة و قد تنازل عن  وعوده الإنتخابية. 

الشق الآخر، وهو واقعنا الذي يكذب حديث بنكيران، الواقع و ليس المستقبل، المواطن العادي يعيش ليومه، يبحث عن قوت يومه، لا تهمه التوزنات الماكرواقتصادية و لا أي شيء آخر.....بقدر ما يهمه من الخبز و الخضر و الحليب و التنقل، ما الذي سيقدمه الرجل لهؤلاء المساكين، هل توجد قرارات و خطوات مرفقة  تخمد نيران الزيادات المشتعلة و المتتابعة كأحجار الدومينو؟ في الأفق القريب ننتظر منه ذلك حتى يرد بعضا من مصداقيته و حزبه التي غلفها بزي الإسلامية...

انتكاسة تنضاف إلى سلسلة من الإنتكاسات عرفتها الحكومة، وقد تحدثنا عنها في مقالات سابقة، أمور محبطة تجعل من بدايات الرجل بدايات غير موفقة، و لها  عواقب قد يحصدها حزبه في الإنتخابات المحلية إن لم يتدارك الأمر.