اليوم راح أحكي لكم عن تلك البنت...وقبل أن أبدأ ، أريدكم أن تتأكدوا أنها بمثابة الأخت...وإلا ما ضرني لو تعفـَّنـَت ؟!..فهي أختي ولو مزقـَتـْنِي وتمزَّقَت...ولو أحرنت (كالمُهرة الأصيلة) ورفـَسَت..!.البنت التي أعرفها إسمُها سارة...وهي جارتي بالحارة....كانت منذ صغرها عروس البحر، التي خطفت عقول البحّارة...وألهبت قلوبهم بنظرات عينيها البريئة والحارة...فتهاطلت على بيت أبيها العروض السّارة...لكن سارة يا خسارة..!..أغوتها أنوثتها فتكبرت...وجمعت حشود خطابها وخطبت... : يا جربانين..يا بطالين..يا متخلفين..يا...يا..؟!..فمدحَت (نفسها) وأثنت على (نفسها)..وما علمت لحظتها أن العُنوسة على جبينها قد كُتِبت..؟!...وأن لحظتها (كأنثى مُسيطِرة) وُلِدَت وماتت ؟!..المهم أنّ سارة تعلمت وكبرت...وارتادت الجامعة وتخرجت...وتوظفت واشترت لها بيتا واستقلت...وجرت الأيام وتعاقبت...وحققت كل أمانيها، إلا أمنية واحدة ماتحققت....؟!...لصديقاتها آراء واقتراحات في الموضوع ، وكل واحدة منهن عبّرت عن ذلك وتفلسفت...هذه تشيد بتلك الخطـّابة التي تجُر الرجال جرًّا ،وفي حرفتها ملكت دهاءاً حتى خرّفت..والأخرى تشيد بارتياد النوادي والسكرات..عفوا ..قصدي والسهرات...وحكيمتهن التي يبدو أنها مِن بنات العشرينات...اللواتي يعرفن آخر الصرخات والصرعات..والمعروفات بتسببهن في إصابة العجائز الشهوانيين بالسكتات .. قالت :..يا حبيبتي عليكِ بالإنترنيت...ففيها مالا عينٌ رأت...ولا أذن سمعت...وفيها تتحقق كل الأمنيات..؟!كل الأمنيات؟!...نعم كل الأمنيات.. حتى الرجل يمكن شراؤه من الإنترنيت ؟!..كان التأكيد كافٍ لسارة لتفترش في صالة الإنترنيت..وتبقى جالسة فيها بالساعات...وتتفقد المارة من كل الوُجُهات.. علها تظفر بواحد مهما كان ، بعدما شطبت مِن قائمة شروطها : (كل الشروط) ، حتى شرط الديانات...رجل ومهما كان ثمنه ومهما إشترت ووهبت من بطاقات...وهي بذلك كسرت قاعدة النفقة على الرجل لتتحمل بمفردها كامل النفقات...ومهما تطلَّب الأمر من شهقات ، ونهقات ...ومهما كانت العثرات ، والسقطات...؟!...وفعلا ظفرت لها بصفقة رجل(محترم)قاسمها علبة الإيميلات..!.وعاش معها قصة حب من الإفتراضيات..!.ووعدها بزفة الأميرات..!.فوضعها بذلك على نار هادئة تحرقها بالجمرات...ففرحت..وأعلنت إنتصارها على لعنة العانسات...فبدأت التحضيرات..ووجّهت الدعوات..حتى لصديقاتها المنسيات...وقبل الموعد بشهر فتحت علبة الإيميلات...فوجدت من عريسها هذه العبارات :..مرحبا سارة...أنا الطاهر لعوينات...جاركم في إحدى العمارات...عريسك من الإنترنيت...ولست كما (أخبرتُكِ) أميرا من دولة الإمارات...فخذيني كما أنا لعوينات...أودعيني لأن الأمر عندي سيان ولا يحوي مُفارقات أو حتى تأسفات...!...فردت عليه بسرعة : حبيبي لعوينات..أبعث إليك بتحياتي ، وأبلغك قبولي بك وبكل الطلبات............................التوقيع :إحدى ضحايا غش الإنترنيت لكن ليس لدي أي طلبات ، ولا أي مُظالمات.
تاج الديـــــــــــن : 2009
التعليقات (0)