استشاط غضبًا. أرعد وأزبد. صرخ من أعماق قلبه: "امرأة واحدة تكفي.. امرأة واحدة تكفي". لقد تجاوزتَ سنّ المراهقة يا أبي! لا يحق لك أن تفكر في زوجة أخرى، تخطفك من أمي. ستثبت للآخرين إن لم تتخلَّ عن مشروعك، أنك زير نساء.
ماذا ينقص أمي؟
ألم تكتب لها أثناء رحلتك العلاجية، ما خلاصته: "زوجتي العزيزة.. انتظريني؛ فأنت حبيّ الأول والأخير.. انتظريني؛ فأنا أراكِ بين كل حرفٍ من حروف هذه الرسالة، انتظريني؛ فروحي الآن تحوم حولكِ وأنت تقرئينها.. انتظريني؛ سأعود بعد شهرٍ واحد بالتمام والكمال.. صحتي الآن -ولله الحمد- تحسّنت كثيرًا. سلامي للعائلة الجميلة.. أشتاقكِ يا أكسجيني الدافئ".. ألم تقل هذا الكلام بقلبك، قبل قلمك؟!
أنسيت أنك قلت لي بعد أن أقدم عمي على الزواج بامرأة أخرى: عندما تجدونني سرت في هذه الطريق؛ فاعلموا أن والدكم به مَسٌّ من الجنون؟ هل أذكّرك بالمزيد؟!
استمعت الأم لمنطق ابنها؛ فأسعدها.. صفّق قلبها فرحًا، ردَّدت مع نفسها: هكذا يكون البرّ بالوالدين.. بمثل هذا القول يقدِّم، من يعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات!
بعد مدٍّ وجزر؛ تواصل لأسابيع؛ تراجع الأب عن فكرته.
مضت السنوات سِراعًا، وبعد عمر مديد أرادت الأم مكافأة ابنها الودود؛ فاختارت له زوجة أخرى.
ـــــــــــــ
http://www.elaph.com/Web/Culture/2009/4/429399.htm
التعليقات (0)