زوار الليل .. هؤلاء اللذين يداهمون البيوت والناس نيام ويقودونهم الى المجهول تاركين ورائهم امهات ثكلى وزوجات تنتحب واطفال مذهولين مرعوبين لايعلمون لماذا زاروهم هؤلاء الرجال المخيفين ولماذا اخذوا اباهم او اخاهم الأكبر معهم .
شاهدت يوما وقبل احتلال بلدي زوار الليل التابعين للدكتاتور وهم يداهمون بيت جاري الثالث , وكان منظرا مؤلما جدا اختلطت فيه اصوات محركات السيارات رباعية الدفع المضللة بصوت الزوار اللذين يتصايحون وعويل وصراخ النساء والأطفال الساكنين بيت جاري . الا ان صوتا واحدا لم يخرج من جميع البيوت المحيطة ومنهم بيتي .
ثم عاد نفس المنظر ليتكرر امامي بعد عقد من الزمان , ولكن هذه المرة كان زوار جاري الساكن في البيت المقابل لبيتي من جنود الأحتلال الأمريكي . وهذه المرة ايضا كان المنظر مؤلما جدا . والفرق الوحيد بين الزيارتين هو ان الزيارة الثانية كانت اكثر صخبا حيث اصوات المدرعات وسيارات الهمر والطائرات المروحية لم تسمح لي ان استمع الى صراخ وعويل النساء والأطفال في بيت جاري الا بعد انتهاء الزيارة وانسحاب الزوار .
لا اعرف لماذا تختار السلطات الغاشمة وقت الليل لمداهمة بيوت الناس ؟ .
هل لأن هذه السلطات لا تريد ان ترى الناس هذه المناظر ليتسنى لها نفيها وتكذيبها فيما بعد ؟ . ام لضمان وجود من يريدون زيارته في بيته حين الزيارة ؟ . او ان السبب خليطا من السببين السابقين ؟ .
لقد اصبحنا في بلداننا الدكتاتورية والمحتلة مصابين بفوبيا الأختفاء نتيجة المشاهد المتكررة للزيارات الليلية اللتي يقوم بها ازلام الدكتاتوريات وجنود الأحتلال . فأذا ما افتقدنا شخصا نعرفه او نحبه فأول ما نفكر به هو ان يكون هذا الشخص قد اقتيد الى ما وراء الشمس .
كما ان اختفاء أي وزير او مسؤول في حكومات بلداننا يجعل الناس لا تتكلم الا عن كيفية سجن الحاكم لهذا المسؤول وكيف اعدمه ولماذا وماهي المؤامرة اللتي دبرها هذا المسؤول ضد الحاكم . او على اقل تقدير لماذا اقيل من منصبه وما هو خطأه .
واذا بكل هذه التكهنات تذهب ادراج الرياح بعد ان يقوم التلفزيون الحكومي بمقابلة مع المسؤول في المستشفى بعد نجاح عملية الزائدة اللتي اجراها .
لا ادري لماذا تذكرت هذه الزيارات الليلية وانا اقرأ خبرا ورد على موقع العربية جاء فيه .
((نفى رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السعودية جمال خاشقجي خبرا بثته بعض وكالات الأنباء والمواقع الالكترونية وصحف عربية، بأنه استقال من منصبه أو تمت اقالته وقال في اتصال مع "العربية.نت" من روما: "هذه المعلومات غير صحيحة. أنا في اجازة بايطاليا مع أسرتي، لا أكثر ولا أقل، وسأعود بعد ثلاثة أو أربعة أيام إلى السعودية .
وأضاف "لم يصلني شيء، وفوجئت بالاشاعات المنشورة في بعض المواقع الالكترونية، فقد انتهز البعض اختفائي ليروجها، خاصة أنني أغلقت هاتفي المحمول، ويبدو أنني صرت مثيرا للجدل . واستطرد مازحا "لكنني هذه المرة بريء. لم يحدث شيء، وأنا باق في رئاسة تحرير الوطن . ))
www.alarabiya.net/articles/2009/06/21/76638.html
التعليقات (0)