زواج مشروط
أنا اقبلك زوجاً لي بشروط! هذا ما بتنا نسمعه ونقرأه على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن كانت تتم في الخفاء بين أطراف ذلك الزواج المشروط، في العُرف الشروط حق من حقوق الزوجة فالزوج شروطه واضحة (جميلة، تهتم بزوجها، تقوم بخدمته الخ الشروط الطبيعية والتي لا يتم توثيقها في العقد ) !
الأعراف تتغير تبعاً لتغير الزمان فهي ليست ديناً مُقدساً، فتاة اليوم هي فتاة الأمس لكنها ليست كفتاة الجيل الأول فتاة متعلمة تتواصل افتراضياً مع محيطها تعمل و تستمع لتنظيرات النسوية ولغيرها من الأفكار العابرة للحدود! وبما أنها فتاة تؤمن بالحقوق وتسعى لعدم هضمها فإن من حق الزوج اشتراط ما يراه ويدون ذلك في عقد الزوجية، قد يغضب ذلك النسوة! ولِما الغضب فالزوج هو الذي يقوم بكل شيء من تجهيزات ونفقه ومصاريف يومية فلماذا لا يشترط!
من حق الزوجة على زوجها النفقة وإن كانت موظفة ومن حقه عليها أن تسمع وتُطيع وتحافظ على بيت الزوجية، لقد أصبحنا نسمع عن حالات فسخ عقود وخُلع لأسباب لا قيمة لها اذا نظرنا لها من زاوية دقيقة، تلك الحالات لم تكن لتكون لولا تأثير بعض الأفكار على بعض النساء اللواتي فهمن الحق والحرية بشكلِ خاطيء ومقلوب!
في بعض المجتمعات المُحيطة بنا تساهم الزوجة في بناء عش الزوجية وتساهم في تأمين مستقبل الأبناء، لكن في مجتمعنا ومنذ ماقبل النفط لا تُساهم بأي شكل من الأشكال وإن وجد حالات فهي نادرة لا يُقاس عليها، إذا أنهار الزواج فإن تكلفته النفسية يشترك فيه الزوج والزوجة أما تكلفته المالية فإن المتضرر الوحيد هو الزوج الذي قد يكون اقترض لبناء عش أنهار عند أول منعطف ناهيك عن النفقة للأطفال ضحايا ذلك الانهيار ..
خروج المرأة للعمل وبلوغها مستوىً تعليمي عالي فإن ذلك يستدعي إشاعة ثقافة المشاركة وتحمل التكلفة بالتساوي بين طرفي العلاقة الزوجية فشعار المودة والرحمة لم يعد كافياً ومن يقل غير ذلك فاليقف على أسباب ارتفاع قضايا الخلع والطلاق والتي لم تعد كأسبابها قبل عشر سنين..
التعليقات (0)