مواضيع اليوم

زواج أم اغتصاب؟؟؟.

محمد مغوتي

2010-04-10 05:43:41

0

                                                      زواج أم اغتصاب؟؟؟.
    فارقت الحياة طفلة يمنية في الثالثة عشرة من عمرها(13) ، بسبب اصابتها بنزيف حاد بعد ثلاثة أيام من تزويجها نتيجة تعرضها لعنف جنسي من طرف " عريسها ". وفي بيان كشف عن الخبر، قالت منظمة " منتدى الشقائق " لحقوق الانسان بالعاصمة اليمنية صنعاء : ( إن الطفلة إلهام مهدي شوعي (13 عاماً) توفيت الجمعة الماضية، بسبب تمزق كامل في الأعضاء التناسلية الذي أدى إلى نزيف مميت، طبقاً لتقرير طبي صادر عن مستشفى الثورة، وذلك بعد أن تم زفافها منتصف الأسبوع الماضي 29 مارس / آذار 2010.)

    تثير هذه الحادثة المأساوية مسألة خطيرة في بعض المجتمعات الاسلامية، تتعلق بزواج القاصرات. فالطفلة " الهام " تزوجت ضمن ما يطلق عليه في العادات والتقاليد اليمنية ب" زواج البدل"، والذي يقوم على مبادلة فتاة بفتاة أخرى بعد اتفاق بين عائلتيهما دون شرط ولا مهر. حيث مُنحت الطفلة " الهام " إلى عائلة الزوج، ومُنحت أخت الزوج بالمقابل إلى عائلة" الهام" المتوفية. ويبدو أن الفقر والرغبة في التماسك العائلي هي العوامل المتحكمة في انتشار هذه الظاهرة (التي تعبر عن نظرة دونية للمرأة)، رغم أن نتائجها تكون كارثية في الغالب، ودائما تدفع المرأة المغلوبة على أمرها ثمن المشاكل المترتبة عن هذا النوع من الزواج.... وما زال الجدل قائما في اليمن بخصوص تحديد السن القانونية للزواج، حيث أصبح التفكير في تشريع قانون يحدد سن الزواج للفتاة في ثمانية عشر عاما مطلبا ملحا. غير أن عقبات كثيرة تحول دون التعجيل بسن مثل هذا القانون. اذ يجد معارضة شديدة من بعض رجال الدين وشيوخ القبائل تحت ذريعة عدم ملاءمته للبيئة اليمنية...

      ان ظاهرة الزواج المبكر للفتاة ليست حكرا على المجتمع اليمني فهي متواجدة على طول خارطة العالم الاسلامي ولو بنسب متباينة. وبالرغم من أن بعض الدول قد نجحت في سن قوانين للرفع من سن الزواج، الا أن طبيعة الثقافة القبلية التي تتغلغل في أوساط جزء كبير من المجتمعات الاسلامية، والتي تتغذى على الجهل والأمية والعادات البدائية، بالاضافة الى اقحام الجانب الديني في المسألة دون وجه حق، تجعل حالة " الهام " مجرد مثال يتكرر كثيرا. وباسم الزواج والحفاظ على الشرف والتقاليد تساق فتيات في عمر الزهور الى مذبح " الاغتصاب الشرعي " في مجتمع ذكوري لا يرى في المرأة الا حقلا للحرث والتنفيس عن اخفاقاته المزمنة.
    في أوربا تؤكد الدراسات أن نسبة عالية من الفتيات يفقدن عذريتهن في سن مبكرة. وعندما يسلط أحدنا الضوء على الواقع في مجتمعاتنا ينبري الكثيرون لاتهامه بالعمالة والتبعية للغرب، و يقذفونه بكل المفردات المستقاة من قاموس السب والشتم، غير أن المقارنة بين واقع الفتاة الغربية بنظيرتها في المجتمعات الاسلامية (المحافظة) ينبغي أن تضع في الحسبان أن ما يحدث للفتاة هناك يكون من اختيارها ولا يتم تحت الاكراه ( باستثناء حالات الاغتصاب وهي جرائم يمنعها القانون المدني)، وعندما تكون للفتاة القدرة على الاختيار فذلك يعني أنها ناضجة ومستقلة بارادتها واختيارها. وذلك جزء أساسي في طبيعة الانسان الغربي الذي يميل الى الاستقلالية.أما عندما يتعلق الأمر بشرعنة للاغتصاب و الاعتداء الجنسي على فتيات قاصرات ،لا حول لهن ولا قوة، في مجتمع يؤمن بأن " السكوت علامة الرضا" و بيئة تربت فيها الفتاة دوما على الصمت والانصياع للأوامر، فان الحديث عن الوازع الأخلاقي والديني لن يكون سوى مبررا للسكوت عن جريمة لا تغتفر.
                            
محمد مغوتي.10/04/2010.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !