مواضيع اليوم

زواجات بمهب ريح الأنساب

Riyad .

2016-04-06 10:10:40

0

زواجات بمهب ريح الأنساب

ما تكاد تختفي حتى تعود مٌجدداً للواجهة وهذه المرة من العٌيينة فقد أصدر قاضي المحكمة حٌكماً بطلاق سيدة من زوجها بسبب النسب الذي يٌعيدنا كمجتمع لعصور الظلام والجاهلية الحمقاء , قضايا النسب تحتل مساحة بأروقة المحاكم فيها دلالة على العٌنصرية والتعصب الأحمق , الفقهاء وعلى مر العصور اختلفوا في قضية تكافؤ النسب وهذه قضية ليست حكراً على مذهب مٌعين كما يظن البعض بل جميع المذاهب بها آراء حيال تلك القضية , لكل مجتمع قضاياه سواءً كان مجتمعاً حضرياً أو بدوياً لكن ذلك لا يٌبرر تفتيت الأٌسر بأحكام اجتهادية تأخذ العادات والتقاليد في الاعتبار وتٌغلفها بآراء مٌستخرجة من بطون الكتب الفقهية التراثية , قضايا النسب حسبها المٌجتمع من الماضي لكنها ليست من الماضي ولن تكون طالما بقيت العادات والتقاليد تتحكم في حياة المجتمع وسلوكياته المٌختلفة , الزواج عقد بين طرفين قائمٌ على التراضي والقبول التام وحدوث التراضي والقبول يعني انتفاء الانتماءات الضيقة والتسليم والدخول في عالم الحياة الزوجية , الحٌكم القضائي بالتفريق بين زوج وزوجته لانتماءات قبلية أثارها أعمام الزوجة ليس صواباً لأنه أنتهك حقوق طرفين وقتل التوافق وغلب العادات والتقاليد وهدم أسرة سعيدة وأشعل فتيل نار العٌنصرية من جديد , القضية ليست في القضاء فقط ولا في الآراء الفقهية القديمة والحديثة بل في سلطة الدولة التي من واجبها حماية الأسرة وصيانتها وصيانة المجتمع وحماية وحدته وتحقيق العدالة ومحاربة العٌنصرية والتخندق الطائفي والمذهبي والقبلي "الباب الثالث من النظام الأساسي للٌحكم المواد "9,10,11,12" , من واجب الدولة تحقيق العدالة والمساواة وتنظيم علاقة المجتمع بعضه ببعض عبر وسائل وأدوات مدنية , وجود قانون أو نظام للأحوال الشخصية ووجود لوائح تمنع وتٌجرم مثل هذه القضايا الهادمة للأٌسر يعني موت العٌنصرية وعقدة الأنا ويعني في النهاية "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" المؤسسة القضائية مؤسسة من مؤسسات الدولة وتنظيمها ضرورة في ظل صرخات أسر وتعطل قضايا أهم من قضايا كفاءة النسب , جميع قضايا كفاءة النسب تٌثار لأسباب جاهلية يٌثيرها الحمقاء والأغبياء دون أن يضعوا في حسبانهم الأسرة السعيدة التي تكونت بتوافق ورضاً تام يدعم تلك القضايا غياب القوانين واللوائح المٌنظمة والرادعة فالمجتمع لا ينقصه وعظ وتوعية بل ينقصه قوانين ولوائح تضع حدوداً لمهازل مٌضحكة مٌبكية جعلت من شعب الله المٌختار محتاراً وكومبارس بكوميديا ساخرة باطلة !..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات