ّ زهو القوافي
( قصيدة بمناسبة إستشهاد الإمام علي عليه السلام )
بيَ زهوي وقد حضنت ُ النهارا
وإختيالاً أعانق الأنوارا
أنا في يومك التمنع والفيض ُ
عطاياي َ من يدي َّ غيارى
قبضت ْ راحتي على قطرات ٍ
من معانيك َ تلهم ُ الأفكارا
كنت ُ خليتها لنفسي شراباً
ثم َ أطلقتها فكانت بحارا
أي ّ يوميك َ ياعلي َّ فأدنو
منك َ زُلفى تبارك ُ الأشعارا
يوم َ سُمّيت َ ياعلي ّفكان
الكبر ُ معناك والعلاء ُ شعار ا
كان يوما ً ومكة ٌ في ضجيج
الشرك تُفني أيامها استهتارا
ولد َ الطفل ُ في حمى الكعبة ِ الطُهر ِ
فبُشرى تفتقت ْ في الصحارى
تزرع ُ القفر َ نعمة ً والرمال َ
البكر َ عزّاً والمكرمات فخارا
قدَّرَ الله أن ْ تكون فتاها
والمروءات تنتخي والشفارا
وعلى الكوفة ِ الجريحِ يوم ٌ
صبغَ الصبح َ من دماك َ إحمرارا
كان َ شهر الفرقان في رمضان ٍ
كل ُّ نفس ٍ به ِ تُوَقّى العثارا
ليلة َ القدر ِ والملائك ُ أرواح ٌ
تَنزَّلن َ والقلوب عذارى
لم تُحَرَّقْ بجمرة ِ الدَنَس الغاوي
ولا ألبِست ْ هواها إزارا
في خشوع الصلاة ِ في هدأة ِ المحراب
والنفس ُ تُطلق ُ الأسرارا
لاب َ أفعى وندس َّ في المسجد ِ
المحزون وأنهال مُجرماً غدَّارا
وحسام أبن مُلجَم ٍ يَلْعَق ُ الجرم َ
ويقتات خزيه ِ والعارا
ضربة ً زالإمام ُ يهزأ بالسَمِّ
فكانت صلاته ُ إستغفارا
ضربة ً والشهيد يحتطب ُ الخُلد َ
وعبد العبيد يحطب ُ نارا
ضربة ً وانطوت لتُنشر َ فينا
صفحة ٌ منك َ تملأ الأسفارا
كان َ عمرا ً مابين َ يوميك َ شال َ
الدهر َ كِبْرا ً وروَّعَ الأقدارا
كان َ عُمْرا ً يطيل من أمد ِ الدنيا
ودنيا تطوّل ُ الأعمارا
شرف ُ المُنتهى كما عظم َ البدء ُ
وعزَّا شهادة ً وافتخارا
أي َ يوميك َ كل ُ مافيك َ مجد ٌ
يتعالى ورفعة ٌ لاتُجارى
رائع ٌ فيهما وتزدحم ُ الدنيا
طوالاً دهورها لاقصارا
سَلْ بها مطلع ِ النبوة ِ والإسلام
وادْعُ الصحاب َ والأنصارا
يوم َ بدر ٍ وذو الفقار على
الروع حتوف ٌ يُزلزل ُ الكفارا
ووساد َ الرسول ليلة َ كادو ا
بالرسول إفتديته ُ إيثارا
سَلْ بها خَيْبَراً وقد هُزِمَ الشر ُّ
وهلَلْت َ وازدهيت َ إنتصارا
أين َ ماشدَّ من عزيمتك البِكْر
فدَّكَ الحصون َ والأسوارا
خيبر ٌ تلك َ عند َ مرمى حدود ٍ
زعموها وقسموها صَغارا
في فلسطين عند مرمى ندائي
واليهودي ّ مجرم ٌ لايُبارى
خيبر ٌ هاهنا وقد شوهوا القدس
وداسوا حرماتها إستصغارا
خيبر ٌ دارنا ونحن ُ بها العانون
سُكنى والضائقون جوارا
وربوع الجنوب أرض كفاحي
ينشر المستبد ّ فيها الدمارا
خنجر ٌ في يد الفجور وشعب ٌ
أعزل ٌ ليس يرهب الفجارا
وغدا ً سوف يزأر الخنجر الحر
بحقي ويقتل الجزَّارا
ياعلياً يافيصلاً في يمين
الله ، ياوثبة ً تخوض الغمارا
أنت َ من زرع أمتي من عطايا
وطني تنتخي وتحمي الديارا
هات ِ وحّدْ صفوفنا وأجمع
العُرْبَ سبيلاً وأمة ً وديارا
لاحدودا ً لاظلمة ً لاسجوناً
لادخيلاً بها ولا استعمارا
يابن َ عم النبي تقفو خطاه ُ
وعلى الدرب حيث طه أنارا
قدَّرَ الله منذ أن بدأ الخلق
فتوحاً لدينه ِ وانتشارا
واصطفى أحمداً رسولا ً أمينا ً
صَدَقَ الله فيه ِ حين اختارا
رفّة ٌ من جناح جبريل َ لولاها
تشقّ السما وتنزل ُ غارا
لقرأنا نهجا ً كقرآن ِ طه
وكآي إبن مريم َ للنصارى
ياإمام الأحرار نوّرْ لنا الدرب َ
فأنت َ اصطفيتنا أحرارا
كلَّ عام ٍ لنا ببابك َ طابت
وقفة ٌ عنده ُ وطِبْتَ مزارا
جئت َ للكون مرة ً وهو َ يرجو
منك َ في الدهر ِ لو أتيت َ مِرارا
مرة ً والرجاء يوغل في الدنيا
ولن يَبْلغَ الرجاء القرارا
واحدا ً في الزمان وهوَ مجيء ٌ
واحد ٌ ماأعيد َ دهر ٌ ودارا
ياإمام الثوار تنهَدُ جبارا ً
وفي الله تصرع الجبارا
كل َّ يوم ٍ لنا بدربك َ زحف ٌ
للمعالي به نمضي لها إعصارا
ياعلياً وماج َ في حَبَك ِ الصبح ِ
قريضي ولألأ الأنوارا
أعطني من لدنك َ زَهْوَ القوافي
وعجيباً إن ْ لم تَسُلْ أنهارا
أعطني من لدُنْك َ جمر المروءات
فألظى وقد عصرت ُ النارا
أجد الفيء َ من جناحيك َ يحويني
فآوي وقد هدأت ُ قرارا
نشأ الشعر في رياض معانيك
فأعطى وأطعم الأثمارا
خطرة ً من سناك َ تلهم ُ روحي
خطرة ً من ضحاك تهدي الحيارى
التعليقات (0)