كلما سألتني عيناي عن زهرتي البرية أجبتها هروبا من سؤالها و خنقا لذكرياتها و تمويها لحقيقة أفراحها ....
أجبتها أن عطرها منتشر و لونها الفاتح يجذب ملايين فراشات الربيع ....لها أرض كتراب الجنة تدوسها أقدام الملائكة و تحوم فوق تلالها نوارس البشائر و حمائم السلام ....
زهرتي البرية على سفوح القلب تمرح بحنيني و تستعجل مراسيم الفؤاد .....
زهرتي البرية تركض خوفا من صهيل خيولهم و دخان عرباتهم المسمومة و سلامهم المدون عبثا على قارعة الطريق ....
أجبتها حزنا دافقا في كلماتي و حصارا واضحا على يومياتي ...
أجبتها بكاء على ليل طويل و زمن من طفولة ضائعة ....
أجبتها قهرا و ظلما و تجبرا أنني أداري جرحي و أنزوي أقترف هواها كأحلى الخطايا في ظلام صيف عليل .....
لكنها تفطنت لحيلي و اكتشفت حالات سقوطي و تجلت كما لو أنها بلا جدران فولاذية ....
بلا غربة ....بلا طائرات خفية ترصد أناشيد الصغار و تتحين فرص اغتيال الكبار ..بلا هوية ...
فأسقطت وجوه الزيف و النفاق ...و جددت عهدها بغيث السماء .....
مطر يمهلها زمنا آخر لتصمد أكثر و تتجذر أكثر في أرض الملائكة والشهداء في أرض الليمون و الزيتون و الزعتر .....
ليلى عامر فيفري 2010
التعليقات (0)