زهرة في الصقيع - إلى مصابة بمرض التوحد

بياضاً
تفتشُ في صفحة الخالِ
عن بقعةٍ للربيعْ

جدائلها عطرُ زهرٍ
وأحلامها عطرُ زهرٍ
فمن يستطيعُ استماعَ
الأريجِ الذي
كاد في الزمن/الصمتِ
وجدا يضيعْ

تكاد ابتسامتها
أن تضيء الظلام/ الحياةَ
وتلجمها دمعةٌ من سؤالٍ
لماذا تبسَّمتُ
حين تبسَّمتُ
وحدي
وغابت شفاهُ الجميعْ

لماذا تسير خطا العابرين
وأعينهم
لا تلامسُ عيني
وأحرفهم ترتدي
(تاءَ) غائبةٍ
هل تلاشيتُ
هل......
....
صمتتْ
ثم ذابت كأحلامها
وردةٌ في الصقيعْ

فتاة ( التوحُّدِ)
ماسية الروحِ
عيناكِ تختزلُ الكونَ
تُربكُ طهر الملائكِ
حُلْماً تنصَّلتِ
من عتمة الطينِ
من لثغةِ الأمنياتِ
مررت علينا
رمالَ الخطيئةِ
ثار التراب زهوراً
وللترب قدرته في التعالقِ
للزهر قدرته
في اختراق القلوبِ
وصدركِ مستودعٌ للأثيرِ
لديكِ اتصالٌ مع الحقِّ
يُخجل خطَّ التصوفِ
كيف نسبِّحُ فيكِ
ونبصرُ ما تبصرينَ
ونصغي لبوح السميعْ

فتاة التوحد
للمبصرينَ الطريقَ وقوفاً
طريقتهم في الهروبِ
يُغِضُّونَ أحلامهم
بالسكونِ انتظاراً
وأحلامهم لا تطيعْ

وللأمنياتِ غوايتها
حين تملؤنا بالغرورِ
فنكسر آنية الخوفِ
ندهس أزهار
حلم وديعْ

فتاة التوحد
مدِّي إلينا رؤاكِ
جدائلَ نورٍ
تفيض بذرات
بوحٍ رضيعْ

فتاة التوحد
لفَّ القنوطُ
اشتهاء الوصالِ
فهل تقبلين
بحبر صريعْ
...