زهرة الصغيرة .. ابنة 21 سنة ، أصغر إخوتها ، نشأت في وسط تقدمي ، تشربت بالفكر التقدمي منذ الصغر
زهرة بوذكور أصغر معتقلة سياسية بالمغرب ،" سعيدة" الثانية ، ابنة الشعب المغربي التي قال عنها السنوسي " هكذا يكونوا بنات الشعب المغربي " ، زهرة التي استرخصت حريتها و حياتها من أجل تحصين حق الشعب المغربي في تعليم عمومي ، ديمقراطي ، علمي و شعبي..فما كانت 46 يوما التي خاضت طيلتها إضرابها البطولي عن الطعام بمعية رفاقها إلا دليلا قاطعا على ما يمكن أن نقول عنه و يؤكده التاريخ " كل شيء يهون من أجل المبدئية و القناعات و حب الشعب و الوطن "
زهرة .. فكر ، عقل و نضوج يفوق بكثير سنها ، و إخلاص حتى الشهادة للشعب المغربي ، و هو ما حصنها و جعلها صامدة أكثر فأكثر ، لأنها تعرف جيدا و متأكدة أنها معتقلة بفعل انتمائها السياسي ، و لتشبتها بقناعتها الفكرية الحالمة بالتغيير لمغرب افضل.
زهرة التي اختارت أن تكون يسارية ،تدفع الآن ضريبة الاعتقال بعد ان عانت 14 شهرا بدون محاكمة صدر في حقها حكما قاسيا بسنتين نافذا
زهرة التي اختارت الوطن عن الهجرة الشرعية و عن الدعارة ، لم تجد اليوم إلا الاعتقال و التعذيب و المحاكمات المراطونية كأنها هي من زورت و ارتشت و اعتت فسادا في الوطن و العبادـ و الغريب المفسدون صولون و يجولون احرارا في ظل تواطئ القضاء معهم.
زهرة .. الصغيرة التي تفيض حبا و انسانية ، زهرة التي لم تفارقها الابتسامة و لو في السجن ، و بها تتسلح .. تقضي لحدود الساعة اربعة شهرا بالسجن رهينة زنزانتها الضيقة المتسخة المملوءة بكل اشكال الحشرات .
زهرة ... فضيحة الدولة المغربية لموسم 2009 ، ستنضاف لفضيحة محاكمة شكيب الخياري و الكثير من الفضائح الاخرى السابقة و اللاحقة...
آخر صرعة في جلسات التعذيب النفسي و الجسدي . خمسة أيام متواصلة و بدون انقطاع نهارا و ليلا بكوميسارية جامع الفنا ..
زهرة .. فضيحة الدولة التي تتفنن في تلقين شعبها أنواع و أصناف التعذيب : من يرى الشمس و يتنفس الهواء مجانا يدفع ضريبة الجوع و القمع و لهيب الأسعار ، و من تحت الأرض و في مخافر التعذيب يذوق أصنافا منه : الصعقات الكهربائية ، الشيفون ، الطيارة ، القرعة ، التهديد بالاغتصاب ، الضرب بالقضبان الحديدية المخصصة للبناء ، فلا عجب ، و لم لا فالمغرب كل شيء فيه يصلح لكل شيء : حتى ساحة جامع الفنا التي تظهر في الحقيقة أنها مخصصة للترفيه و للسياحة ، تحت سطحها بالضبط أناس تسلخ جلودهم بالسياط و بالضرب و التجويع و الرفس و المعاملة المتوحشة و هو ما قل نظيره في بلد آخر
التعليقات (0)