زمن المغترب و .. زمن الوطن!
تشتاق لوطنك الأم بعد عدة أعوام من هجرتك، وتشتاق لوطنك الجديد بعد أسبوعين من زيارتك لبلد طفولتك وأهلك وأحبابك.
تتصور أنهم منشغلون بحياتك، وأنك مركز أحاديثهم، وأنهم يفكرون فيك الليل والنهار، وأن الحياة توقفت عند يوم أو ساعة أو لحظة مغادرتك الأولى، لكن الحقيقة أنك تصنع أوهامك بنفسك فالمغترب مثل المتوفىَ ، يعتادون على غيابه، وتعود حياتهم إلى طبيعتها بعد أقل من شهر من وفاتك أو هجرتك.
إنها سُنــّـة الله في خلقه وطبيعة الحياة وعبقرية استمرارها في النسيان وعودة الروح لك وللذين فارقتهم.
أنت تأخذ الوطن معك وتعيش الحياة الجديدة، وهم يحتفظون بالوطن وبصورتك القديمة يوم مغادرتك إياهم.
أنت تتأمل في وجوههم لتقرأ الزمن وما فعله في التجاعيد التي قفزت هنا وهناك، وهم يشفقون عليك لأن الزمن تشاجر معك أولا قبل أن يتوجه إليهم.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 20 يناير 2014
التعليقات (0)