صوت التلفزيون يكاد يختفي, لا حس يصدر من سكان البيت, لا زيارات ,ممنوع دخول الجيران والاقارب والاصحاب ..شبه حالة طوارىء تعلن في ارجاء المنزل انه موعد الامتحانات الرسمية التي تبدأ مع بعض الدروس الخصوصية وتنتهي بجولات من العصير والسندويشات والحلويات ..كل شيء جاهز ومتوفر في سبيل التحصيل العلمي والانتهاء من مرحلة الدراسة الثانوية للدخول الى ميدان الجامعة ..لائحة من المحفزات والمغريات ترتفع قيمتها بارتفاع درجة التقدير التي ستحصد في نهاية المطاف تترافق مع لائحة من الجامعات والاختصاصات ..الامر جدي والعائلة ترفض اي واسطة لنقل حبر من مركز امتحانات بعيد الى مركز قريب من المنزل توفيرا للوقت ..كل الامور تسير على المسطرة في البيت والوالدان يرفضان اي تدخل اي دعم واي واسطة حتى لدخول الجامعة فعلى حبر ان يحصد بعلاماته الاختصاص والجامعة التي يريدها...واجواء منزل حبر ليست بعيدة عن اغلب منازل وبيوت الحي والعائلة وزملاء الدراسة وان شذت القاعدة بوالد قوي مفتول العضلات قد يوفر لابنه ما لا يوفره غيره ..ولكن مهما اشتد ساعده فلن يصل الى دفع مبلغ مالي والحصول على شهادة مزورة لابنه ...لا يجروء طالب في زمن حبر على طلب مبلغ مالي كبير من والديه لشراء شهادة مزورة..انه زمن الحرب والافادات والواسطات وخرق القوانين وكل انواع التعديات نعم ولكن لم يكن زمن اللعب بالمستوى العلمي بل زمن الدراسة تحت الرصاص والقذائف وعبور خطوط التماس للوصول الى المدرسة ...لم يخضع طالب مجتهد لمغريات مالية من عصابات تدفعه لاعادة اجراء الامتحان باسم طالب اخر وانتحال شخصيته ولم تعرض عصابة على طالب كسول ومقتدر الحصول على شهادة مزورة لقاء ثلاثة الاف دولار او حتى الف دولار ...من هو الطالب الثانوي الذي يستطيع ان يتصرف بهكذا مبلغ من دون موافقة اهله؟ هل يعرف والداه انه يخطط مع عصابة للحصول على شهادة مزورة ؟ هل يجهل اهل الطالب المجتهد ان ولدهم قد خضع للامتحان فكيف يختفي فترات طويلة ليخوض منتحلا صفة اخرى الامتحان الجديد ؟؟ قضية الشهادات المزورة وانتحال صفة الطلاب التي كشفها وزير التربية خطيرة وخطيرة جدا لما تحمله من هشاشة عائلية وغياب الرعاية الابوية والاهم عدم مبالاة بالمستوى العلمي للطالب بل بما يحمله من شهادة قد تخوله للدخول الهش في مجتمع هش مبني على انتحال الشخصية والتزوير والتحصيل العلمي المخادع...انه زمن المجتمع المخادع الذي يعلو فيه صوت التلفزيون ويكاد يختفي صوت الوالدين..
التعليقات (0)