نحن في القرن الحادي والعشرين..أو كما أفضل تسميته بقرن الإختزالات..وليس منكم من يستطيع أن ينكر ذلك..والدليل أنكم بقراءتكم لهذه الكلمات تُثبتون ذلك..فلولا أنهم إختزلوا بيننا المسافات بالإنترنيت لما كان هناك شيءٌ إسمه المواقع أو المدونات...
المهم.. ، في زماننا (إستطاعوا) إختزال المسافات بيننا وبينهم..و(استطاعوا) تقليص أحجام الأشياء كلها تقريباً..بما في ذلك أعمارنا بحملاتهم الإبادية في حقنا...كل شيء تقريباً أصبح بنصف حجمه ...وكأني بنا نواجه أشخاصاً يحملون عقدة النقص حيال أحجامهم..!!
لكن ما لاأفهمه هو إنسياقنا كمسلمين وراء هذه الحملة (التصغيرية) ، فأخذنا نطبقها على (كل)شيء..حتى الحجاب الشرعي...فاليومَ ـ وأنتَ تسير بالشارع ـ ترى الحجاب وبالكاد تعرف بأنه الحجاب..؟!..ماذا أقول وكيف أصف..؟!.. نقوشاتٌ تكس الشمس لتسطع مباشرة في عينيك لتُمعن النظر في صاحبته...طولُه نجا من حملة (التصغير) لكن عَرضه بالكاد يبينُ لك...فهو ملتصقٌ بصاحبته تماما في طُقوسٍ حميمية تدعوك( لمعاكستهما)..أو على الأقل معرفة تفاصيل ما(لا يُخفي) الحجاب..؟!...وأتساءل لماذا ظل (المسمى) دون إختزال في حين تم إختزال (المُسمى عليه) ..؟!
والحجاب ليس وحده الذي( صغّرناه)..فالمصحف الشريف تجد له أحجاماً تطابق عقود الرقاب..وهناك من يعلقه في رقبته..؟! وأتسائل هنا ألا يدخل هؤلاء إلى الخلاء(التواليت)..؟
وماذا لو نسيه صاحبه ودخل به التواليت؟..أشياء محيرة والله.!!!..لكن أصحاب هذه الأفكار والإختزالات لا يعلمون أنهم يعلّمون المسلمين التكاسل ..لأن نفوسنا ميالة للتراخي والتكاسل في أي شيء..فلو علقت هذا المصحف مثلا فحتما سأقول إن تعليقه كتلاوته..؟!..وهلم جرا في باقي تجاوزاتنا في المآكل والمشارب والتعاملات...؟!
وإذا كانت هذه حالنا اليوم ، فحتما سيأتي يوم (نختزل) فيه الصلاة..والصوم..والحج..وباقي الأركان...؟! نسأل الله الهداية للجميع.
التعليقات (0)