علي جبار عطية
الأربعاء 26-10-2011
سبحان الله ! كأني أعيش في حلم جميل .
من كان يصدق ان المرء يمتد به العمر وهو يرى بالالوان الطبيعية وبنقل حي مباشر نهايات انظمة دكتاتورية هرمة سبت البلاد واستباحت العباد ؟
من كان يتوقع ان تكون نهايات هؤلاء الطغاة بمثل هذه السيناريوهات الاعلامية العلنية وبلا مؤامرات ولا وثائق ويكليكس وبلا انتظار لمرور ربع قرن لتكشف بريطانيا وثائقها السرية !
هل نعيش عالمنا بلا اسرار ؟
انه فعلاً عالم متغير بسرعة فضائية فالطوفان مستمر ولم يعد هناك متسع من الوقت للطاغية ان يركب سفينة نوح ولن يكون جبل جودي يقف عليه الحاكم الجائر برهة من الزمن .
ان ايقاع الاحداث لا يسمح حتى بالفرار فإلى اين تفر ايها المستبد بعد ان حولت المواطن الى فأر وماذا تتوقع ان تكون ردة الفعل في يوم انتصار المظلوم على الظالم ؟ هل زرعت ورداً لتعجب من ثمار الشوك والحنظل؟
كنت اتابع رقصات الليبيين على قنوات ليبيا قبل مقتل القذافي وأرى البؤس والفقر على هذا الشعب البسيط لكن الأهزوجة كانت تتكرر بآليةٍ ممجوجة وهي تردد ( الله و معمر و ليبيا و بس)!
شتان بين هذه الاهزوجة وصورة العقيد المدمى ظهيرة الخميس20 /10 /2011!
كان وجود العقيد يضفي على مؤتمرات القمة العربية شيئاً من الطرافة وربما تكاد تعليقاته او مشاكساته هي الفاصل المطلوب وسط اجواء القتامة والكآبة العربية !
سنفتقده اذن ونكسب شهيداً جديداً للامة فاية امة هذه التي تعد طاغية العراق والزرقاوي وابن لادن شهداء!
ستتكرر الحكاية نفسها فهناك من يدفع لصنع ابطال وهميين وانتصارات وهمية !
لن ننتظر خبراً عاجلاً يفيد ان وعكة صحية اصابت (القائد) وانه يتماثل للشفاء لاننا نعيش عصر الشعوب التي تحاول الخروج من دور الكومبارس الى دور صانع الاحداث وقد آن الاوان للطبقات الحاكمة ان تستوعب دروس الشعوب فتكون خادمة للشعب لا مخدومة والا فأن خط زلازل الحرية لن يستثني بلداً !
التعليقات (0)