زلة لسان أم حقيقة لسان يا شيخ ؟؟
لم يضيّع الشيخ رائد صلاح إمام مسجد أبو عبيدة في أم الفحم ورئيس ما يسمى ب "الجناح الشمالي" من الحركة الاسلامية في اسرائيل، وقته في المقدمات المطولة. فالجملة الأولى من خطبته الجمعة الفائتة، والتي تناقلتها وسائل الاعلام، كانت عن الحرب على غزة. بدأ الشيخ بالحديث عن الهجوم الإسرائيلي، وكان من ضمن ما أخبر به جمهور المصلين أنّه رأى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، الذي فاز بجائزة نوبل، يبرر قصف الإسرائيليين للمساجد ومن يصلي فيها، وشرح قائلاً إن موقف بيريز لم يكن جديداً، ذاك أن سلفه اليهودي سلام ابن أبي الحقيق، كان أحد زعماء قبيلة بني النظير التي قاتلت النبي محمد والمسلمين في معركة خيبر. ويقصد الشيخ ذلك اليهودي الذي قامت قوة خاصة، أرسلها النبي محمد، بتصفيته وهو نائم في فراشه بين أفراد أسرته.
هل زلّت لسان الشيخ عندما وصف سلام بن أبي الحقيق بسلف الرئيس الاسرائيلي بيريز، وهو الذي طالما وصف يهود اسرائيل ("الصهاينة" بحسب قاموس الشيخ) بأنهم لا يمتون بأية صلة لبني اسرائيل، وانهم مجموعة من البشر هاجروا الى فلسطين ولا تربطهم أية علاقة باليهود الذين سكنوا أرض اسرائيل او اليهود الذين ورد ذكرهم في مواضع عدة في القرآن الكريم...
هل كان تصريح الشيخ "زلة لسان" أم انه خرج من صميم فؤاده..؟ هل هي "جمرة لسان" أم الأناء بما فيه ينضح..؟! هل باح الشيخ بالحقيقة التي يطوي ويخفي في داخله، والتي تجلت في غمرة من الصراخ والغضب أصابت الشيخ وهو يخطب أمام جمهور من المؤمنين..؟
وهل يعلم فضيلته انه ببوحه هذا يكون قد أبطل حجته القديمة، وحرق الورقة التي لوح بها كثيرا..؟ فلا يعقل ان الشيخ نسي ما ردده بالامس، فهل تراجع عن رأيه السابق الذي طالما ردده وكرره في المحافل الاجتماعية والمهرجانات النارية، والخطابات المدوية، أم انه أفصح عما يدور في داخله..؟؟
وهل يعني هذا ان الشيخ سيعدّل من مطلبه الذي طالما هتف به، والذي بمقتضاه يتوجب على اليهود ان يعودوا الى البلاد التي قدموا منها. فاذا كان الشيخ يؤمن بان يهود الجزيرة العربية هم أسلاف بيريز فهل سنسمعه قريبا يطالب بعودة اليهود الى المدينة المنورة...
أسئلة ما زلنا ننتظر من الشيخ الجليل ان يجيب عليها...
التعليقات (0)