زفرة الشواء !

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
بثت قناة العربية تقريراً قبل ايام عن ارتفاع اسعار اللحوم في البلاد العربية قبيل شهر رمضان حتى وصل سعر الكيلو غرام الواحد الى (11-14) دولاراً وهو سعر مقارب لما يباع في اسواقنا العراقية الا اني وجدت لحوماً تباع بنحو ثلاثة دولارت للكيلو غرام الواحد بدعوى انها لحوم اماراتية حتى صارحني احد الباعة بانها لحوم هندية !
وجفلت لدى سماعي هذه المعلومة ووقعت في حيص بيص وانا احاول التسوق لهذا الشهر الكريم ولا اريد ان اصوم نهاري الحار ثم افطر على لحم غير مذكى !
ومن التجارب المثيرة للقرف ان يضطر المرء لشراء كباب من احد المطاعم القريبة لكن صاحب المطعم يصر على تلبية الطلب بنفسه فاذا به يذهب الى مجمدة عليها سيماء السكراب ويدخل يده ويخرج عجينة مصبوغة بالدم ويضعها في اسياخ فتنبعث رائحة كريهة وتتحرك اوداج الرجل العجوز صاحب المطعم لتشكل مع زفرة الشواء صورة منفرة وانت مضطر لمداراة الموقف فقد وقع الفأس بالرأس وما ان تمر قطة حتى تظن ان الشواء معد لها وربما اللحم من احدى اخواتها !
وما على المرء ازاء هذه المواقف الا اطلاق ساقيه للريح بعد دفع الثمن طبعاً والهرب بعيداً عن هذا الشواء المريب !
فهل يمكن استثمار حلول شهر رمضان لمراقبة ما يدخل في الفم من طعام وشراب في الجانب الشرعي والصحي حتى لو اضطر المرء ان يكون نباتياً كابي العلاء المعري او من دعاة الرفق بالحيوان كبريجيت باردو او يلتزم بالايجعل بطنه مقبرة للحيوانات !
وقد يقول قائل ان هذا الامر فيه تكلف والمفروض ان يدعو المرء الى التيسير لا التعسير واقول وهو كذلك لان ما يراه المراقب لحالات التسمم الغذائي والاصابة بامراض الجهاز الهضمي تشير الى وجوب التوقي من اللحوم المغشوشة ورب اكلة منعت اكلات ! ولاعزاء لآكلي اللحوم غير الصحية !

كاتب وصحفي عراقي