وجَدتُني هذا الصباح مضطرا إلى كتابة شيء ينفس عني ويكشف غمي،لأنني سأنفجر – ماتفهمونيش غلط ... انفجار مجازي – خيالي مغلق ، أكتب سطرا أو سطرين ثم أغير القناة باتجاه موضوع آخر ... المواضيع كثيرة ولا قدرة لدي على الكتابة ... تحت قدماي دلو قمامة يستوعب الكثير من كتاباتي التي أراها مجرد "كلام فارغ" . أصبح ذلك الدلو شبيها بمزبلة تاريخ أرمي بها كل أفكاري المتمردة وكتاباتي التي فقدت مصداقيتها.
منذ الصباح وأنا أتنقل بين مواضيع الساعة ... "حتى موضوع مابغا يشد" ... بدأت أكتب عن ثورة الياسمين وكيف هرب زين العابثين من دار العرس وكيف أهدى دولة بشعبها إلى زوجته التي "فرخت" له ولي عهده ... لم يعجبني هذا الموضوع ولم أستطع الكتابة عنه ،ببساطة لأنني لا أفهم في السياسة الدولية و"ماعنديش الباسبور" ... مزقت الورقة ورميت بنعلي وزوجته وابنه في زبالة التاريخ ... .
سأبدأ صفحة جديدة ... صفحة بيضاء ... ماذا سأكتب ؟ عن من وعن ماذا ؟؟ اختطف قلمي أناملي إلى رأس الورقة البيضاء وكتب بخط عريض : "شركة لصنع اللصاق تختار مبارك لإشهار منتوجاتها" ، واسمحولي أن أعرض على شاشة مخيلتكم الوصلة الإشهارية :
المشهد الأول : ( بالأبيض والأسود ) مبارك في عز شبابه يفوز لأول مرة برئاسة الجمهورية ، وقبل أن يجلس على كرسي الرئاسة يدخل عامل بمصنع اللصاق ويضع كمية من اللصاق على كرسي الرئاسة ثم يجلس مبارك.
المشهد الثاني : شاشة سوداء مكتوب عليها بلون أحمر دموي : بعد ثلاثين سنة حكم .
المشهد الثالث : ( بالألوان ) يظهر مبارك وقد علت وجهه تجاعيد الشيخوخة وهو لا يزال جالسا بمقعد الرئاسة ، ثم نسمع صوتا مصريا جهوريا يقول :
لصاق الحكمة " احْكِمْ قَعْدِتَكْ و احْكِمْ قَبْضِتَكْ و احْكُمْ ثلاثين سنة ".
اعذروني يا سادة ، لن أكمل الحديث عن مبارك لأنني أخشى أن يلتصق بذهني وأقعد ثلاثين سنة أكتب عنه .
مزقت ورقته هي الأخرى ورميتها بدلو القمامة وكان مصير مبارك كمصير بنعلي .
نظرت إلى الدلو وقلت له : هل امتلأت ؟؟ فقال : هل من مزيد ؟؟ .
أخرجت ورقة بيضاء أخرى ... ونظرت إلى سقف غرفتي لأطلق العنان لمخيلتي في تساؤل ... دور من يا ترى ؟؟ . من سياسهم هو الآخر في ملأ ذلك الدلو المسكين ؟؟ الصحف تتكلم ، والقنوات تتكلم ، والمحللون يعتقدون بأن الدور القادم سيكون من نصيب الرئيس .... عفوا .
أخيرا ... جاءتني فكرة .
سأكتب قصة عن علي بابا والأربعون ألف حرامي .
---------
أنور خليل
كاتب ساخـــــــــــــــــــــــر
التعليقات (0)