رياضه ,,,,و سياسه

رياضه ..... وسياسه

فى البداية , أحب أن أعترف بأن دوافعى لكتابة هذا الموضوع ليست رياضية محضه , وهى أيضا ليست سياسية خالصة .
وأحب أن أزيد فى اعترافاتى أننى كنت ممارسا للرياضة شأنى شأن كل جيلى ولكننى لم أبرع ولم أبدع شأنى شأن بعض جيلى , فقد أمضيت نصف طفولتى فى الشارع ألعب كرة القدم , ثم أنتقلت الى الرياضة الذهنية ( الشطرنج ) فى فترة عمرية , وكنت بارعا , بيد اننى لم أحقق أية بطولات , . ولم يكن حظى فى الشطرنج أحسن حالا من كرة القدم .

والسياسة لم تختلف عن الرياضة – بالنسبة لى على الأقل - .
فقد جربت الأحزاب , والجمعيات الأدبية , وجمعيات حقوق الانسان , والمنظمات , وأيضا لم أبرع , اما عزوفا , واما لعدم توافر المواصفات . ولأننى لم أكن بطلا رياضيا فأيضا لم أكن بطلا سياسيا .
ويبدو أن الاجادة فى الأثنين تتطلب مواصفات مشتركة , أهمها اجادة اللعب على الحبال ( غير شد الحبل ) .

أما دوافعى لكتابة هذا الموضوع فهى :

أولا : اننى أغبط كتاب المدونات أصحاب الموضوعات المصنفة " رياضة وشباب " لأن موضوعه يبقى على الواجهة عدة أيام دون أن يزيحه أحد سواء عن عمد أو عن عدم قصد , أو أن أخلاقهم الرياضية تمنعهم من ذلك .
بينما أنا كنت فى بداياتى أحتار فى تصنيف الموضوع وأتحرى الدقة خوفا من التصنيف الخاطىء الذى قد يعرضنى لعقوبات " ايلاف ".
ومؤخرا , بدأت أتابع الموضوعات المنشورة وتصنيفاتها كى لا أزيح أحدا أحبه أو أزيح موضوعا يعجبنى لدرجة أننى كنت أؤجل موضوعى بالساعات . سبب حقدى عليهم أنه حدث معى أن موضوعا تى الأخيرة لم تبق على الواجهة ربع الساعة , بل ان أحدها لم أره اطلاقا بعد ارساله للنشر وذلك لانشغالى بالتعليق على أحد الموضوعات , فتم ازاحتى بسرعه ولم تأخذ موضوعاتى حظها فى العرض , رغم أن أحدها كان يتعرض ليوم " شم النسيم " وهو عيد مصرى خالص , ولم يكتب عنه أحد سواى – فى ايلاف - . رغم أنه عيد مثير للجدل ( عيد الربيع ) وكان يتعين طبقا لتصنيفه وأهميته أن يأخذ وقته فى البقاء على الواجهة ان لم يكن احلاله فى مواضيع مختارة .

ثانيا : قابلت أحد المتعصبين  المشجعين  لفرق كرة القدم , وكان ينظر ويفلسف لخيبة فريقه , وذكرنى ب " الحنجورى " أحد الشخصيات المخترعة ( للثنائى فى حينه ) أحمد رجب و مصطفى حسين , وهو نموذج قريب الشبه بشخصيات واقعية ونماذج حياتية , كل همها التبرير والاسقاط واختلاق الأعذار .
الشخص الذى قابلته شبيه الحنجورى , أوحى لى بعقد المقارنة أو رصد التشابه والاختلاف بين الرياضة والسياسة , وكلى أمل فى البقاء على الواجهة فى ركن الرياضة لعدة أيام .

- الفرق الرياضية ( خصوصا كرة القدم ) تشبه الى حد كبير الأحزاب السياسية من حيث عدد فرق الدورى وعدد الأحزاب
- الفرق الرياضية , مجموعة لاعبين أساسيين ومجموعة احتياطيين وجمهور , والأحزاب كذلك .
- رؤساء الأندية يأتون بالانتخاب أو بالتعيين , وأيضا رؤساء الأحزاب .
- الأندية : شعبية ( ذات جماهيرية ) أو محدودة الجماهير , أو خاصة , وتزيد عليها الأحزاب بأن هناك أحزاب عائلية .
- رؤساء الأندية كبار السن , وأيضا رؤساء الأحزاب .
- رؤساء الأندية نادرا ما يتغيرون ( أبديين ) وكذلك الأحزاب .
- رئاسة النادى نوع من الوجاهة الاجتماعية ( قد يكون رئيس النادى لم يمارس أية رياضه ) وبعض رؤساء الأحزاب لديهم جهل سياسى مطبق يشى بأن ثقافتهم مستمده من الجرائد الحكومية فقط .
- كرة القدم هى نوع من الالهاء عن مشاكل ضخمة متفاقمة , وهى كذلك الأحزاب , نوع من التفريج ( كى لا ينفجر المرجل ) وكل لاستنفاذ الطاقات وتفريغ الشحنات .
- يمارس الرياضة حوالى 6% من الشعب , ويمارس السياسة حوالى 2 % فهما يتفقان فى ندرة الممارسين ( الأرقام غير موثقه ) .
- يتابع كرة القدم ويتفرج عليها حوالى 60% من الشعب ويتابع السياسة دون ممارسة فعلية حوالى 60% ( الأرقام غير موثقة ) .
- المتحدثون فى الرياضة أغلبهم عن جهل , ويغلب عليهم التعصب , وعلى آدائهم العصبية , ومستعدون للتشابك بالأيدى , وكذلك المختلفون سياسيا .
- أغلب الجمهور يدافع دون انتماء فعلى ( لا كارنيه نادى , ولا كارنيه حزب ) .
- الأندية كثيرة ولكن أشهرها أربعة , والأحزاب كثيرة ولكن أشهرها أربعة .
- يوجد موسم انتقالات بين الأندية بينما لايوجد موسم انتقالات بين الأحزاب .
- الانتقالات بين الأندية تحكمها قواعد مالية وقوانين ادارية , بينما الأحزاب ( بالبركة ) .
- مسموح بشتم الفرق المنافسة فى كل مكان عام أو خاص , وتزيد عليها الأحزاب بالسب فى الفضائيات .
- مسموح بتشجيع الفرق داخل النوادى , ومسموح بتشجيع الأحزاب داخل المقار .
- قد يفوز نادى فيسمح بعض الشىء بمسيرات فرحه وزفه , بينما الأحزاب أصلا لاتفوز وعليه , فغير مسموح بالمسيرات والهتافات .
- بعض النوادى بها ميزانيات ضخمة , بينما الأحزاب ليس بها ميزانيات .
- يتبرع رجال الأعمال بالملايين لشراء اللاعبين , وتخصم التبرعات من أوعيتهم الضريبية وقد يقبض على أحدهم بسبب مديونياته للبنوك . بينما يتبرع الفقراء بالملاليم لدفع ايجار مقر الحزب أو فاتورة الكهرباء , وقد يقبض على أحدهم بتهمة جمع مال بدون ترخيص .
- الأندية الكبيرة لها رابطة مشجعين , وكذلك الأحزاب لها شلة مطبلين .
- اللاعب المشهور يعتزل ليصبح مذيع أو ادارى أو مدرب , بينما السياسى المشهور لايعتزل الا بالوفاة , وان بقى على قيد الحياة يصبح رئيسا للمجالس القومية المتخصصة .
- اذا انطلت الخدعة على ادارة مدونات ايلاف فسوف أستمر فى كتابة رياضه , واذا لم تنطل فسوف أعود لكتابة سياسه , وسبق أن أوضحت فى المقدمة أننى فشلت فى الأثنين .

eg_eisa@yahoo.com