مواضيع اليوم

رياضة بناء الأجسام …..ومنشطات الموت

شيركو شاهين

2009-12-15 07:20:43

0

شيركو شاهين

ــــــــــــــــــــ

sherkoo.shahin@yahoo.com

ماهي المنشطات وما هي سلبياتها وإيجابياتها وما أسباب زيادة تعاطيها بين أوساط الشباب , هذه الأسئلة وغيرها سنحصل على أجوبة لها على لسان من يتعاطاها وكذلك اصحاب الاختصاص من مدربين وأطباء وصيادلة ومن الناحية النفسية .

في الحقيقة ما دفعني للكتابة حول الموضوع هي حادثتين مرت ببعض المعارف والأصدقاء واليكم مخلصها :
لي شاب من المعارف كان ممارسا لرياضة بناء الأجسام ورغم انه لم يتجاوز (18) لا كنه كان مولعا بها واما على الصعيد العلمي فقد اثبت تفوقا حيث استطاع النجاح بجدارة من مرحلة السادس الاعدادي لينال معدلا مميزا تجاوز (% 92) ولاكن مع الآسف فان فرحة أهله لم تدم بنجاح هذا الشاب المسكين اكثر من ثلاثة أيام , فقد عانى بعدها بوقد قصير من مشاكل صحية جمة آدت في النهاية الى الإسراع به الى المستشفى حيث لم تمهله الأوجاع طويلا حتى فارق الحياة ,وقد استغرب اهله وحتى الاطباء حين شخص سبب الوفاة على انها( جلطة في القلب) وسار اهله للمطالبة بتشريح الجثة وهنا كانت الصدمة حين اكتشفوا ان القلب قد تضخم الى ثلاثة أضعاف مما هو عليه في الوضع العادي بسبب تجمع كميات كبيرة من السوائل في القلب خاصة والجسم عامة , مما أدى الى جن جنون الآهل فراحوا يبحثون عن الحقيقة بسؤال زملائه المصاحبين له ,حيث أكد أكثرهم على ان الشاب كان يتعاطى منشطا قويا جدا تحت أشراف المدرب ,وعند سوال المدرب المشرف نفى طبعا مثل هذه الأمور , وبين المدرب والزملاء ضاع دم الضحية .
وقصة أخرى حكاها لي احد زملائي عن شاب مارس هذه الرياضة لفترة معينة عند المراهقة ثم ابتعد عنها لفترة طويلة ودخل في مشروع زواج ولاكن بعد مرور اكثر من سنة ونصف على زواجه لم يرزق بطفل يملاه عليه حياته , وعند مراجعته للأطباء المختصين اثبت انه تعاطى نوعا من المنشطات التي آدت في مستقبله الى حالة عقم دائمي ,وكان رأيه بعدها انه يتمنى لو مات آلف مرة قبل ان يصبح على ما هو عليه ألان .
ارجوا ان تكون هاتين الحادثتين والت هي من أقسى القصص التي مرت علي بداية لهاذا المنشطات التي بدأت بالتهام الأجساد الشابة الغضة .

حكايات الشباب
عند زياراتنا لقاعات التدريب وجدنا ان نسبة الشباب دون(18) اكثر من (% 60) اما الباقين فتتراوح أعمارهم (28 – 20) وكانت آرائهم كآلاتي :
1- تحسين طه (العمر 16) : أمارس هذه الرياضة و أتعاطى المنشطات وذلك للحصول على جسم ضخم أتباهى به بين شباب الحي الذي اسكن فيه ولكي يهابني الآخرين .
2- خليل جاسم (العمر18) : دائما أتعرض للاستهزاء حيث ان طولي (165CM) أعاني من ضعف شديد ,ولكي اجلب انضار الفتيات وذلك عبر ضخامة عضلاتي ولن احصل على مبتغيي بسرعة آلا بواسطة المنشطات .
3- يوسف إبراهيم(العمر 19) : ان طالب في المرحلة الجامعية واحب ان احصل على جسم ممشوق لالفت انظار الفتيات داخل الجامعة والقسم , ومع الاسف لم اجد حلا سوى بتعاطي هذا الوباء الذي اسمه المنشطات .
آما الشباب فوق سن العشرين فقد كان اراهم مختلفة عن سابقتها :-
احمد عبد الحسين(العمر22): البطالة هي السبب الرئيسي لممارستي هذه الرياضة لان اكثر الشركات و موسسات الحماية التي تدفع رواتب كبيرة تطلب ان يكون المتقدم من ذوي الأجسام العملاقة والعضلات المفتولة لذلك يجب ان اتمرن أتتعاطى المنشطات لكي احصل على فرصة جيدة في التعين .
5-فارس نوار(العمر 25) : انا أمارس هذه الهواية بسبب الفراغ الدائم في حياتي وخاصة بعد نهاية عملي فاخترت ممارسة هذه الرياضة لاكن المشكلة آني دخلت في حلقة المنشطات بسبب روح المنافسة الدنيئة التي زرعها بيننا المدرب وأكاذيبه حول إمكانية مشاركتنا في منافسات وبطولات دولية وطبعا بعد تورطنا في هذا المنزلق اكتشفنا زيف هذه الادعات .
6- ثائر حسنين(العمر 27) : انا أمارس هذه الهواية بسبب الفراغ وروح الملل التي بذرته فينا البقاء في البيت بسبب البطالة ,فانا خريج هندسة منذ اكثر من ثلاثة سنوات واعمل في أشغال متفرقة بين فترة واخرى وقلت لنفسي انها افضل من التسكع في الشوارع ولاكن مع الاسف دفعني بعض الزملاء المدسوسين طبعا من قبل المدرب بتعاطيها,وهذا العمل المشين اخذ يستنزف صحتي ومالي شيا فشيا وان أحاول ترك تعاطيها يوما بعد يوم .
مع الاسف رفض اكثر من التقيناهم ان يكشفوا لنا بأسماء المدربين الشاذين الذين أد وبهم الى هذا المنزلق,وتمنى جميعهم ان يكونوا عبرة لاقرانهم وان يفكروا بجدية قبل البداء بممارستهم لهذه الهواية وان ينتبهوا جيدا لزيف الاحلام التي يرسمها لهم الراغبين في الانجراف خلف هذه الاوهام .

رأي أصحاب الاختصاص
الوجه الثاني لهذا الموضوع هو وجهة نظر المدربين المختصين .
الأستاذ (جواد الموسوي): وهو من الأسماء اللامعة في سماء هذه الرياضة على الصعيدين الوطني والعالمي وكذلك مركزه العريق في تدريب المنتخب الوطني ولديه العديد من الدراسات والأبحاث حول تطوير رياضة بناء الأجسام في العراق تحدث قائلا:
الرياضة عموما هي ممارسة وإشباع للرغبات وتحقيق طموحات وصولا للبطولات والتفوق من خلال أهدافها السامية النبيلة والتي تعنى أولا بالصحة البدنية والروحية للاعب, ولاكن بعد سقوط النظام استغل بعض المنحرفين سهولة فتح القاعات دون ضوابط ولا أي رقابة مباشرة , مما سهل لمروجي للمنشطات ان يلعبوا دورا خطرا جدا في هذه الرياضة لذلك نهيب بالمسؤولين في اللجنة الأولمبية تشكيل لجان تفتيش ورقابة مثلما كان معمولا به في العهد السابق ,وارجوا من أبنائي الشباب الابتعاد كليا عن هذه المنشطات والهرمونات الضارة وخاصة الحيوانية منها مثل (A-D3) الذي مع الاسف يتعاطوه بحجة انه هرمون ولاكنه عبارة عن فيتامين يذوب في الدهون وبهذا يساعد استعمالها على نشوة فيروس الكبد وكذلك العمل على التهاب الوتر العضلي مما يوهم اللعب ان عضلاته زاد حجمها وهذا ما هو آلا وهم والتهاب وتري وكذلك هناك العديد من الأنواع الأخرى بأسماء عديدة يصعب عدها من أمثال (BOL DEBON) و (STAN ZOL)وفي النهاية انصح الجميع بالتوجه صوب الغذاء الطازج الصحي والمكملات الغذائية المتوفرة في المراكز الغذائية وكذلك البروتينيات تحت أشراف أخصائيون.

الكابتن جمال إبراهيم : مدرب لاحد النوادي
الرياضة عموما هي السبيل الأمثل للحصول على الجسم السليم ويقر العلم بان الرياضة هي العلاج للكثير من الأمراض ولاكن مع الاسف هناك بعض المشوهين من المدربين الذين ظهروا بعد حالة الفوضى الحالية هم الذين اخرجوا القطار عن مساره من اجل تحقيق مكاسب شخصية , ومن أمثال هذه المنشطات (هرمون التيسستيرون –هرمون الذكورة) وكذلك(هرمون ألانا بول)والكثير منها الذي يبداء بالحبوب وينتهي بالإبر ,ولدينا شاب يرقد في العناية المركزة بسبب تليف كامل بالكبد ,والكثير غيره أصيبوا بالعقم والعجز الجنسي لذلك فالحذر..الحذر ,وهناك أمثال كثيرة لابطال تعاطوها وآدت بهم الى التهلكة من أمثال بطل فنلندا في رفع الأثقال (نيمي)الذي أصيب بالشلل من جراء تعاطيها , وحتى البطل (ارنولد) الذي يشكوا ألان من تشمع في الكبد وامراض رئوية, وليعلم الجميع ان ما ياتي بسرعة يذهب بسرعة , ولنقف جميعا من مدربين ولاعبين يدا واحدة مع اللجنة الأولمبية لنحارب هذا الداء ونستأصله .

الرأي العلمي

الدكتور سفيان الدوري:أخصائي المفاصل والشلل والفقرات :
ان اغلب المنشطات والهرمونات تعطي الجسم قوة آنية تبرز خاصة في العضلات وتودي الى سرعة تفاعلها مع التمرين ,ولكن تضهر تأثيراتها الجانبية جليا بعد فترة تطول او تقصر من استخدامها مما يودي للأضرار بالصحة العامة بشكل واضح وخاصة في الأوعية الدموية والقلب وضغط الدم والجهاز التنفسي وكذلك الوفاة بالذبحة القلبية وهناك بعض التأثيرات الأخرى تبرز خاصة على الجلد مما يودي أحيانا الى تمزق بعض الأماكن المعرضة للشد العالي, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يسال البعض إذا لماذا وجدت هذه المنشطات أقول أننا نصرفها لمرضانا في حالات خاصة عند اكتشافنا خللا معينا في إحدى عضلات الجسم ولا نعطيها لكل من يرغب بذلك اعتباطا لذلك ننصح إخواننا الشباب الابتعاد قدر الإمكان عن مثل هذه الأمور والتركيز على التدريب الجيد للوصول الى الغاية المرجوة .

الدكتور محمد رضا الدباغ – أخصائي أمراض القلب والغدد الصماء -:
اذا أحببنا عمل مقارنة بسيطة بين إيجابيات وسلبيات هذه المنشطات لقلنا ان الإيجابيات هي صفر على الشمال نظرا للحجم المخيف لسلبياتها منها وعلى سبيل المثال خلل في الجهاز المناعي وممكن ان يتطور الى الإيدز ,التهابات وتليف الكبد وأورام البروستات وكذلك العجز الجنسي والعقم ويودي احيانا لضمور الأعضاء التناسلية .
هذه المضار المذكورة أنفا جميعها بالنسبة للمنشطات المصنعة أصلا للاستخدام الآدمي وتم الانحراف عن مسار علاجها اما بالنسبة للمنشطات الحيوانية فالمخاطر تزداد عشرات الأضعاف ومنها مثلا (CROTH HARMON) و(CORT ZOL) وكذلك(الهرمون الدرقي ) وهناك نوع من الحبوب (DEX ADRINE) الذي يودي مباشرة الى الجنون .
لذلك انصح أبنائي اللاعبين بالتوقف حالا عن تعاطي أي دواء او منشط لكي يعود الجسم الى طبيعيا قدر الاهتمام والاهتمام فقط بالتغذية وليس المهم فيها الكمية بقدر التنويع واضمن لهم انه بالتدريب والصبر يمكنهم الوصول لمبتغاهم .

الدكتور سلام (صاحب صيدلية الرأي) تحدث مشكورا:
ان اكثر ان اكثر المنشطات التي توصف لممارسي رياضة بناء الأجسام هي نوعين من الحقن
(DECA VENON) و(DECA TRABLIN) ومختصر عملهما انهما يقومان بامتصاص الفيتامينات والبروتينيات من الغذاء في المعدة والى العضلة مباشرة دون المرور في بقية أجزاء الجسم وذلك طبعا لتضخيم العضلة على حساب الجسم , ويعتبر هذان النوعان ذات فوائد أكيدة للعضلات اذا ما كانت تحت أشراف طبي وكادر تدريبي مدرك لإيجابيات وسلبيات هذين الدواءين ,ولكن المشكلة ان اكثر المتعاطين لها لم يرجعوا الى أي طبيب اختصاص أو صيدلاني عند تعاطيها فهم يشترونها من الأرصفة حسب توجيه مدرب او نصيحة صديق وهم أكيد لا يعرفون شيا عن تأثيراتها الجانبية والتي من أهمها خاصة عند تعاطيها لفترات طويلة اكثر من شهر مثلا ظهور اعراض الرجولة بشكل باز خاصة على المراهقين وكذلك تتسبب في تهيج المثانة تثدي الرجال وظهور الطبقات المتراكمة فوق بعضها من الشحوم , والأخطر من هذا كله هو تثبيط النطف ومنع تزايدها هذا ان لم تودي أصلا الى إنقاصها, لذلك ننصح ان لا يكون تعاطي هذه المنشطات اعتباطيا وان يعلم الجميع ان كل أنواع الأدوية ومنها الحقن تملك بجانب فوائدها تأثيرات جانبية تزيد او تقل من شخص الى اخر ولاكنها اكيد سوف تتسبب في مشاكل صحية في المستقبل .

رأي علم النفس :
الاستاذ حميد علاوي : أستاذ علم نفس
لكي نبسط الفكرة قدر الإمكان احب ان أقول ان المشاكل الناجمة عن الممارسات الخاطئة لرياضة بناء الأجسام او تعاطي المنشطات المحرمة هي نتيجة المشكلة اما الأسباب فهي على قسمين , القسم الأول :وهم الشباب الذين يظنون انهم يعانون من نقص في تكوينهم الخارجي كان يكونوا
مثلا قصارا او ذوي اجسام نحيفة فهولا يتعرضون لاستهزاء الزملاء او المقربين وحتى احيانا من الأبوين من ما يولد لديهم الرغبة في ممارسة هذه الرياضة لسد النقص الحاصل في شخصيتهم وجلب انظار المقربين لبروز عضلاتهم وحجمها .
اما القسم الثاني :الذي نعتقد انه اخطر واعمق تأثيرا هي وسائل الأعلام التي ما فتئت على تركيزها على الشكل الخارجي للشخصية دون المحتوى الفكري ,كما في افلام الاكشن التي تبرز عضلات ابطالها وكذلك المسلسلات المد بلجة التي تظهر تعلق الحسناوات بالشباب الوسيم صاحب الجسام المميزة وكذالك البرامج التلفزيونية التي دائما ما تهتم وتقوم بعمل لقاءات على شاشاتها مع فنانين وفنانات ومتناسن ان هناك الكثير من الحرفين والمهندسين والاطباء الشباب الذين يبدعون على مختلف مستوياتهم لخدمة بلدهم ويصلحون فعلا لان يكونوا قدوة لمن هم في بداية حياتهم , واخيرا ادعوا الجميع لمراجعه تصرفاته وخاصة الاهل لانهم اساس انشاء الجيل الجديد .
الخاتمة
قبل ان ننهي هذا التحقيق نحب ان نوجه بعض النصائح العامة التي اتفق اكثر من التقيناهم عليها :
هناك اختلاف بين رياضة واخرى في خصوصية نوع المنشطات المسموح بها .
كذلك نرجوا ان يكون استخدامها بامر من طبيب مختص وبعد مشورته.
عدم الانصياع الى أي مسؤول في الفريق لتعاطي مثل هذه السموم .
الغذاء الجيد والراحة بعد اللعب والتمارين الصحية جميعها تعوضك عن هذه المنشطات

مما سبق يتضح خطورة هذه المتلفات لصحة الرياضي ونتمنى ان نكون قد وفقنا في تقديم مادة مفيدة لمن يطلع عليها لتكون لديه وجهة واضحة وصريحة حول هذا الداء.
ونرجوا ان يكون هذا التحقيق هو بمثابة الضوء الاحمر ليقف الجميع ويراجع افعاله من الشباب المخدوع بحقيقة هذه المهلكات وكذلك الاهل الذين يقع على عاتقهم الجهد الاكبر في تشديد الرقابة على ابنائهم وخاصة من المراهقين وتوجيهم , ولا ننسى ان نامل من وزارة الشباب والرياضة ان يضعوا الخطوط الكفيلة للقضاء على هذه الظاهرة التي استشرت في القاعات الرياضية , واقول الا يكفي ما لحق الشباب العراقي من اضطهاد في الماضي و ألام في الحاضر لياتي التجاهل فيزيد( الطين بلة ) على راس هذا الجيل المظلوم .


نشر بتاريخ 29/12/2004

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !