مواضيع اليوم

رياح خريفك وأغصاني

فادي سميسم

2010-03-10 07:55:07

0

 رياح خريفك وأغصاني...
لقد كانت شجرتي باسقة...
ترفع رأسها عالياً كجندي خرج من المعركة منتصراً..
إذا هبت الرياح مالت كعابد متبتل يركع بين يدي حبيبه ومولاه...
ساكباً دمعه ليغسل قلبه الذي غشيته المعاصي والآثام...
ثم ها هي تتمايل مع النسمات الناعمة تحسبها أمّاً تحنو على وليدها...
تلفه من هنا... ومن هنا... تقبله ...تقلبه...
ثم ترفعه إلى السماء عالياً فينزل بفعل جاذبية الأمومة على صدرها قرب قلبها.
لم تكن شجرة دائمة الخضرة ...
فهي تحب أن تعيش كل ألوان الحياة...حلوها ومرها...
تحب أن تحيا كأجمل عروس...
ترتدي ثوب زفافها وتضع فوق رأسها أكاليل الحب...
تحب أن تعيش أياماً تحمل فيها الخير لمن يحب الخير ...
فتنزل أغصانها ملامسة الأرض دانية لكل يد...
تريد أن تتلون بألوان الخريف...
فثوبها...
أخضر مصفر...أصفر مخضر...بني مصفر...
يا له من منظر ...
وإن كان ينذر بأن مهمتها انتهت لكنه يحمل استعداداً لبداية حياة جديدة ...
كحفرة القبر ...فهي إن كانت آخر مرحلة من مراحل الدنيا ...
لكنها باب الوصول لدار الخلد والكرامة.
لقد هبت رياحك قوية...هادرة ...فارتجفت أغصاني هلعاً ...
هاهي أوراقي تفارق حضن أمها ...
لا تحزن وخذ منها درساً مفصلاً من دروس الحياة...ربما تعشق ...
ربما يهجرك من عشقته... ربما تتعرى مثل شجرتي من كل شيء...
حتى من نفسك...
لكن كن مع الحياة على ميعاد ...
وكن لنفسك ...كما كانت لنفسها.

فادي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات