رياحٌ معقولةٌ لنحتِ الوجهِ
نصوص : سعد الياسري
ضوء : فهد الشحمان
شاخصًا إلى البعيدِ ؛
و بالأنينِ المؤثِّرِ هتفَ ..
بالدَّمعِ و اللُّعابِ أيضًا :
هل تعلمُ ماذا فعلتُ لهمْ بهاتيْنِ اليديْنِ ؟
[ رفعَ يديْهِ .. و لمْ يُجبْهُ أحدٌ ! ]
إنَّما صمدَ جُرحٌ أخيرٌ على ارتعاشِ شفتيْهِ :
أعطيتُهمْ حديقةً ؛ فشنقوا الوردةَ ،
أعطيتُهمْ خُبزًا ؛ فثقبوا كفَّيَّ ،
غفرتُ لهُمْ ؛ فنبذوني جميعًا ..
أعني جميعًا !
بعدَ أنْ عجزَ أمهرُ القائلينَ ..
عنْ وصفِ أثرِ صفعةِ رحيلِكِ على خدِّ قلبِهِ ،
و لكي يكونَ جديرًا بالحُزنِ ؛
ها هو يقيسُ عبورَ القدرِ القاتمَ ،
ها هو يوبِّخُ أسودَ يتلوَّى :
سأصرعُكَ .. سأصرعُكَ !
نعمْ ؛
فهذه الجهةُ أنتَ ،
و تلكَ الخطوةُ قبضتي ،
و هذا الأبيضُ الفادحُ كانَ لها !
وحيدةً ؛
و باسمِ الذي تجهلُهُ حقًّا ..
زرعتْ عينيْها شمعتيْنِ في الجدارِ !
الآنَ .. صارتْ ترى ..
و بقيَّةُ الأشياءِ من حولِها تتلاشى ،
تمامًا كمن يتحدَّثُ إلى نفسِهِ ..
ثُمَّ تجيبُهُ نفسُهُ باهتمامٍ !
وحيدةً صارتْ ؛
فيما الرَّجاءُ يجلسُ كاملاً إلى جوارِها !
فهد الشحمان : مصوّر فوتغرافيّ كويتيّ شاب ؛ و صاحب تجربة ملفتة و اقتناصات هامّة - في تقديري - يعبّر عنها في الأحادي و الملوّن على حدٍّ سواء .
سَعْد اليَاسِري
السويد
كانون الأوّل | 2010
الموقع الشّخصيّ
التعليقات (0)