مبادرة لـ"طوباس الخيرية" و"التعليم البيئي و"الإعلام"
روضة صديقة للبيئة وناد إعلامي لأطفال طوباس
طوباس: أعلنت جمعية طوباس الخيرية ومركز التعليم البيئي ووزارة الإعلام عن إطلاق روضة صديقة للبيئة ونادي الإعلام الصغير، بالتزامن وفعاليات شهر البيئة، الجارية في عدة محافظات منذ مطلع كانون أول الجاري.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأ 120 طفلاً من الصفوف التمهيدية، بإشراف خمس معلمات، في التفاعل مع قضايا بيئية، واستمعوا لتدريب عملي تناسب وإدراكهم، وسرعان ما شرعوا في تدريبات عملية للحفاظ على نظافة البيئة، وتجنب قطف الأزهار، فيما حملوا رسالة شفهية إلى أولياء أمورهم لتبني مبادرة غرس شجرة أو زهرة باسم كل واحد منهم في حدائق منازلهم أو في أراضي عائلاتهم؛ ليتعلموا سبل الحفاظ عليها ولتشجيعهم لرعايتها في المستقبل.
وأختار غالبية الصغار، في حوار أداره الصحافي المهتم بالبيئة عبد الباسط خلف، أشجار الزيتون والجوافة وأزهار الورد الجوري وكروم العنب لتحمل اسمهم، فيما تلقوا تدريباً على محاربة النفايات العشوائية، وأخذوا ينظفون ساحة روضتهم، ويضعون نفاياتها في الحاويات.
وتعالت أصوات زينة وسديل وياسمين وغسق وآدم وسائد وروعة وعبيدة وآدم وأوس وكيان وعمرو ونور والعشرات من الأطفال والزهرات، وهم يختارون الشجرة التي ستلتصق بأسمائهم، والأمكنة التي سيختارونها لغرسها..
ومنح الأطفال فرصة للتعبير عن الذات في قضايا البيئة، في محاولة لبناء نواة لناد إعلامي، يتولى مهمة تأسيس ثقافة التفاعل مع المواقف المختلفة، والابتعاد عن الخوف والخجل من إبداء الرأي، والطلاقة في الحديث، وهو ما تفتقده في الغالب شريحة الأطفال.
وتمعن الأطفال والزهرات بصور ومشاهد بيئية تتحدث عن أزهار فلسطين، وطلب منهم التعليق عليها، ودونت عباراتهم حول سبل حمايتها، وطرق نقل رسائل الحفاظ عليها إلى الكبار. وبعد وقت قصير، شكلوا بأجسادهم مجسماً لزهرة كبيرة، وكرروا الرسائل التي وصلتهم في أول "وجبة" تدريبية.
وقالت رئيسة جمعية طوباس الخيرية مها دراغمة، إن غياب التربية البيئة في مجتمعنا، هي التي دفعت إلى تبني هذه المبادرة، في محاولة للبدء بثقافة مختلفة، تسعى إلى تغيير الواقع القائم، الذي لا يسُر صديقاً.
وأوضحت أن الجمعية قررت التحول التدريجي إلى مفهوم الروضة الصديقة للبيئة، وستُعلم الأطفال بشكل دوري ودائم العديد من المفاهيم الخضراء، والقدرة على التعبير عن الذات، وستفرض حظراً على بيع المسليات التقليدية، وستشجع تداول أطعمة طبيعية وتراثية وفاكهة وأعشاب طبيعية، مثلما ستوزع حاويات لفرز النفايات داخل الروضة، وستعلم الأطفال صناعة (الكمبوست) من مخلفات الأطعمة.
من جانبه، ذكر المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض، أن تشجيع مبادرات رياض الأطفال الصديقة للبيئة، يحمل قيمة تربوية مستدامة، ويصقل شخصية الأطفال بشكل مغاير عن النمط السائد، ويصنع وعياً في مرحلة مبكرة من عمرهم؛ ما يعني أنه يشكل ضمانة للتغيير المستقبلي، ويترجم الوعي البيئي إلى ممارسات نفتقدها اليوم.
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف، أن هدف بناء نوادً للصغار تدمج الإعلام بالبيئة، يحمل قيمًا متقدمة، ويساعد على تبديد الصورة النمطية، ويمتن من قدرة الصغار المستقبلية للتعبير عن الذات، وإيصال الأفكار والمفاهيم المكتسبة لديهم للكبار، وبخاصة أن الأجيال السابقة لم تحظ بفرصة للتعلم البيئي منذ الطفولة، وغابت عنها مهارات لتنمية ملكة التعبير عن الذات.
وأضاف: نحتاج لأطفال يفكرون بالبيئة والأرض والوطن، ويُعلمون الكبار، ويُعبرون بفعالية عن كل ما يشاهدونه من احتلال وحصار وتعطيش ونهب للأرض والماء وممارسات مجتمعية لا تراعي البيئة وتستخف بالحياة.
طولكرم: توعية خضراء في شوارع المدينة ومحاضرة بيئية لسيداتها
طولكرم: اختار 20 متطوعاً لفت أنظار أهالي طولكرم إلى بيئتهم عبر جولة ميدانية طافت شوارعها، وتوقفت منذ الصباح في ميدان جمال عبد الناصر، حاثة الأهالي على الالتفات إلى بيئتهم، ومحاربة الممارسات السلبية التي تشوه المدينة وتنقص من جمالها.
وأطلق المتطوعون الذين ارتدوا الزي الموحد الأبيض وعبارات خضراء روجت لغرس الأشجار، رسائل شفهية، وفتحوا نقاشات تفاعلية مع المارة والتجار والسائقين في شوارع باريس والسوق التجاري والحسبة ومجمع السيارات، خلال نشاط نظمه مركز التعليم البيئي بالتعاون مع متطوعي اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني وطلبة الجامعات، تزامن وفعاليات شهر البيئة، التي ينفذها المركز في محافظات الوطن منذ مطلع كانون أول الجاري.
وتنقل الناشطون بين المتاجر، ووزعوا ملصقات روجت للبيئة وحذرت من الاحتباس الحراري، وسلطت الضوء على التنوع الحيوي وتلوث الهواء وأهمية غرس الأشجار والمواصلات الخضراء والطاقة النظيفة، وأشارت إلى التحديات التي تواجه فلسطين، بفعل الاحتلال من جهة، والممارسات الفردية التي تنتهك عناصر البيئة وتتلف توازنها.
وقالت المتطوعة جمانة شاهين، وهي تحمل عشرات الملصقات إن البيئة في طولكرم وسواها من المدن الفلسطينية بحاجة إلى بذل مجهود متواصل لتغيير الحالة الراهنة، ولنقل فكرة الحفاظ عليها إلى الأجيال القادمة.
وأشار عضو سكرتاريا اتحاد الشباب الديمقراطي شادي أبو جراد، أن الفعاليات الميدانية تسعى إلى نقل رسالة للمواطنين، وتسليط الضوء على أشكال الانتهاكات التي تلاحق البيئة، وبخاصة وأن طولكرم تلاحقها مصانع الكيماويات الخطيرة في المستوطنات الإسرائيلية التي تنهب أرضها.
وتحدثت سيدة الأعمال لولو ذياب عن المشهد البيئي غير المعقول في طولكرم، وبخاصة في ظل عدم وجود كاف للحاويات، وسط السوق التجاري، وانتشار النفايات العشوائية في الكثير من الأمكنة، وغياب الوعي البيئي.
فيما عبّر التاجر سامي أبو الحسن عن رضاه من الحملة، وقال إنها ضرورية لحث المواطنين على تصحيح سلوكهم، ومراعاة النظافة في الأسواق والبيوت، والتوجه إلى ألأرض وغرس الأشجار والمحافظة عليها.
بدوره أكد المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض أن الرسائل التي يسعى شهر البيئة لإيصالها مهمة لجهة إعادة تبني ممارسات صديقة للبيئة، والتفكير في حلول عملية تخفف من التداعيات الخطيرة التي تزداد وتيرتها، بفعل الممارسات السلبية في مجتمعنا.
وأكد أن الأنشطة الخضراء أثمرت عن إطلاق عدة مبادرات في محافظات الوطن استهدفت النساء والأطفال والشباب وطلبة الجامعات، في حراك بيئي ميداني.
وفي سياق موازٍ، شهدت مركز العودة لرعاية الطفولة والشباب في طولكرم حلقة حوارية استهدفت نحو 60 سيدة وفتاة، عالجت قضايا البيئة وسعت إلى تصويب الكثير من الممارسات غير الصديقة لها.
وأستعرض منسق فعاليات شهر البيئة الصحافي عبد الباسط خلف في الحوار قضايا التنوع الحيوي، والتغير المناخي، والمبيدات الكيماوية السامة، ومفهوم الزراعات العضوية، وتحدي التوسع العمراني الذي يلتهم الأراضي الزراعية الخصبة، ومشكلة الجفاف وتلوث المياه ونهبها من الاحتلال.
وقال إن وسائل الإعلام المحلية تبالغ في ملاحقة الرياضة والسياسية والاقتصاد والموضة والمطبخ ، وتغيّب البيئة من أجندتها، أو تتناولها بشكل موسمي، وبخاصة في أوقات الكوارث والأزمات فقط.
واستعرضت النساء مجموعة تحديات تتصل بسلامة المنتجات الغذائية والأطعمة المصنعة، وتلوث الهواء والمياه، والرعي الجائر، وغياب شبكات الصرف الصحي، والمبيدات الكيماوية، وصناعات الاحتلال الخطيرة التي أقامها على أراضي المدينة المحتلة، وممارساته التي لا تكتفي بقتل البشر، فتدمر الأرض وتلوث الهواء وتنهب المياه. كما انتقدت المشاركات غياب حملات التوعية بشؤون البيئة، وعدم اعتبارها أولوية.
"حراك" بيئي في شوارع الخليل ومتاجرها
الخليل: نفذ عشرون متطوعاً حملة توعية بيئية ميدانية في الخليل جابت شوارع: عين سارة، ووادي التفاح، وباب الزاوية، ودواري ابن رشد والمنارة، وامتدت لعدة ساعات.
وفتح الشبان الذين ارتدوا الزي الأبيض حوارات شفهية خضراء مع المواطنين والمارة والتجار وسائقي المركبات، ووزعوا ملصقات تناولت التنوع الحيوي والمحافظة عليه، وغرس الأشجار، ووسائل النقل الصديقة للبيئة، وفحص مركبات عوادم المركبات، والاهتمام بجودة المياه، والحد من الكيماويات المستخدمة في الزراعة، والالتفات إلى فوضى النفايات التي تشوه شوارع المدينة.
ووجه المتطوعون رسائل بيئية جاءت في إطار فعاليات شهر البيئة الذي أطلقه مركز التعليم البيئي طوال كانون أول الماضي في عدة محافظات، فيما نفذ نشاط الخليل بالتعاون مع جمعية الوحدة للعمل الديمقراطي (وعد) واتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد) وطلبة جامعات ومتطوعين.
وتنقل الشبان في شوارع المدينة ومراكزها التجارية، في محاولة لرفع الوعي البيئي المتراجع في فلسطين، ودعوا المواطنين إلى منح البيئة حيزاً من الاهتمام الذي تستحقه، تحت شعار:" لنمنح البيئة ولو دقيقة في العام"، وحثوا المارة على تنظيف الشوارع وتزينها، والمساهمة في الحد من النفايات العشوائية، وغرس الأشجار، وناقشوا معهم سبل تغيير الواقع البيئي في مدينتهم، ومدى استعدادهم للانخراط في حملات تطوعية خلال العام الجديد 2013.
وانقسم المواطنون بين داعم للحملة ومتعاون معها ومشكك بقدرتها على التأثير في مسلكيات الأفراد الذين لم يعتادوا على تداول قضايا البيئة، وبخاصة في ظل متابعتهم الدائمة لقضايا السياسية والاقتصاد وحتى الرياضة.
وقال التاجر مروان الدويك إن الخليل كغيرها من المدن في حال بيئي لا يسر، وتحتاج إلى حملات توعية وتطوع وتشجير، وقبل هذا كله إلى التأثير على الأطفال في سن مبكرة وتربيتهم على الاهتمام بقضايا البيئة.
فيما أبدت المواطنة ميسون النتشة دعمها لتنفيذ حملات توعية بيئية في الشوارع، بالرغم من كل التعقيدات والتحديات؛ لأن العيش في بيئة نظيفة مسألة متفق عليها بين الجميع، ولا يختلف عليها أي إنسان.
بدوره، أكد المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض، أن فعاليات شهر البيئة لن تنتهي بنهاية العام 2012، لكنها ستنتقل إلى مرحلة أعمق، من خلال شراكات ومبادرات مستدامة بمشاركة مؤسسات رسمية وأهلية في مختلف المحافظات، ومع شرائح مجتمعية عديدة كالشباب والنساء والأطفال وطلبة الجامعات.
وأضاف إن تنفيذ نشاطات توعية بيئة في الخليل يؤكد أن الاحتلال والاستيطان في قلب المدينة لا يمكن أن يمنعان المجتمع من إطلاق حملات خضراء؛ لأن الحديث عن البيئة يعني تناول قضايا الحياة والأرض، ولا يُسقط هذا حقيقة أن إسرائيل هي أكبر ملوث ومُدمر لبيئتنا.
في سياق موازٍ، عقدت ندوه تثقيفية في مكتب اتحاد الشباب الديمقراطي قدمها منسق فعاليات شهر البيئة الصحافي عبد الباسط خلف، تناولت التنوع الحيوي في فلسطين، والتحديات التي تواجه عناصر المشهد البيئي ، ووجهت رسائل وإرشادات لكيفية البدء بتغيير الصورة النمطية السائدة في التعامل معها، وبخاصة أن وسائل الإعلام لا تمارس دورها الذي يراعي القضايا الخضراء.
و قال منسق جمعية (وعد)، حمّاد أبو عواد انه على الرغم من أن البيئة بما فيها من موارد متنوعة كانت في حالة توازنٍ طبيعي يُمكِّنـُها من الوفاء بمطالب الإنسان، وإمداده باحتياجاته اللازمة لاستمرار حياته وحياة الكائنات الحية الأخرى؛ إلا أن تصرفات الإنسان غير المسؤولة مع ما يُحيط به من كائناتٍ ومكونات وعناصر البيئة أخلَّ كثيراً بتوازن نظامها، وترتب على ذلك العديد من المشكلات التي ساهمت في تدهور البيئة، الأمر الذي يستدعي تنفيذ أنشطة توعوية للنهوض والرقي بواقعنا البيئي، وعدم تأجيل قضاياها أو تغييبها.
التعليقات (0)