روسيا واللعب بالورقة الإيرانية

منذ تصاعد وتيرة الأزمة الروسية - الغربية حول المشكلة الأكروانية ظلّ الروس يستخدمون الورقة الإيرانية لصالح سياساتهم التوسعية و الحصول على مزيد من التنازلات من خصومهم الغربيين. فقد نقلت وكالة فارس للأنباء وهي وكالة تابعة للحرس الثوري الإيراني مؤخراً أنّ الرئيس الروسي هدد بتزويد ايران بمضادات الدفاع الجوي المتطورة اس 400 أو اس 300 في حال زودت تلك الدول الدولة الأوكرانية بمعدات عسكرية في المرحلة القادمة.

يشير التهديد الروسي الأخير الى عدة دلالات منها أنّ روسيا تستخدم إيران كورقة لصالح أهدافها الإستراتيجية كما أنها مستعدة في أي وقت للتنازل عن هذه الورقة فيما لو حصلت على مكاسب كبيرة تغنيها عن إيران. وكذلك بأنّ زعماء إيران وقعوا بالفخ الروسي دون أن يعتبروا من تجاربهم السابقة مع الروس والتي تدل على أنّ روسيا ليست صادقة معهم. لكن هل الإيرانيين يضعون مصالح شعوبهم في مقدمة أولويات سياساتهم أم أنهم تحولوا الى كبش فداء في يد روسيا والصين؟

يبدو أنّ إيران التي تحكمها عصابات الحرس الثوري أثبتت لعدة مرات أنها لا تعتبر من تجاربها حيث انفعالات الحرس الثوري حيال التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي تشير الى أنّهم لم يدركوا اللعبة الروسية بل وقعوا في الفخ الروسي لعدة مرات منذ إنشاء الروس منشأة بووشهر وغيرها من المفاعل النووية التي لا تمتلك أدنى مواصفات التقنية ولا حتى السلامة. في حين تأتي التصريحات الروسية وردة الفعل الإيرانية في أعقاب سنوات من صفقة المضادات اس ثلاثمائة الى إيران والتي ألغتها موسكو من جانب واحد رغم استلامها مبلغاً لتحويلها طهران خلال فترة معينة لكن حكام إيران ظلوا متشبثين بالروس رغم علمهم بأنّ الروس يستخدمونهم كورقة لضمان مصالحهم. هل الإتفاق النووي الذي تسعى وراءه حكومة روحاني يأتي في إطار طيّ صفحة روسيا المليئة بالغدر و النكث بالوعود و إبدالها بحليف أكثر صدقاً؟