هل انقلبت معادلة الحليف الاستراتيجي بالنسبة لروسيا ، وغلبت عليها لغة المصلحة ، ام ان في الامر ما فيه من اسرار . ماسر التقارب الامريكي الروسي بخصوص الوضع الامني في سوريا ، الولايات المتحدة وما تمثله من امبريالية وهمجية عالمية ، وبما تصرح به على لسان كبار رجالاتها ، ومندوبيها وعملائها في المنطقة ، واضح انها تريد لنظام الاسد ان ينهار ويزول ، وطبعا هذا ليس اختراعا من قبلي ولا يوجد فيه ذكاء ..اعتمادا على عمليات وتصريحات سابقة قبل الازمة الامنية في سوريا ..
فلقد صنفت الولايات المتحدة سوريا من محور الشر ؟! وقبل ذلك فرضت عليها أي على سوريا عقوبات اقتصادية وسياسية .. وقبل ذلك دعمت اسرائيل في هجماتها على سوريا واحتلالها للجولان الذي بات العرب يقولون اليوم ( لماذا لم تطلق سوريا طلقة واحدة على اسرائيل في الجولان .. ولماذا لم تحرر الجولان .. وكأن باقي العرب قد حرروا ارضهم وعرضهم من الدنس اليهودي .. او كانهم لايزالون يخوضون حربا طاحنة مع الكيان المغتصب والمحتل والذي باتت اغلب الدول العربية تدين له ( لإسرائيل ) بالطاعة وتنفذ ما يطلب منها بدقة ..واخلاص القصد منه نيل الرضا الامريكي والاسرائيلي والدخول الى بيت الطاعة ) .
بل على العكس من ذلك بات من المقبول لدى الغالبية العظمى من الدول العربية ( باستثناء سوريا والسودان ) لقاء رجالات الكيان الاسرائيلي المحتل لفلسطين ، بل ربما تعدت ذلك الى اقامة احتفالات تتسم بالعائلية ( بين مسؤولين يهود وعرب رجالا ونساء .. ويتم خلالها تبادل الانخاب والقبل والرقص ... وحفلات الشواء والعشاء وووو...... ) .
اليوم لا توجد على ارض الواقع العربي والاسلامي دولة تقول : فلسطين المحتلة ، اسرائيل الغاصبة المجرمة ..ولا توجد دولة او مسؤول عربي يقول ويطالب بالتحرير من النهر الى البحر ...اذا سوريا مستهدفة كما كان العراق وكما كانت ليبيا .. حتى ولو بالكلام .. فحتى الكلام غير مسموح ايها السادة ...
طبعا اليوم تتلاقى وجهات النظر كما تسربت بعض الاخبار بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا حول ضرورة الوصول لحل سياسي للازمة السورية .. ومن المعروف ان روسيا تعتبر سوريا حليفا استراتيجيا .. وطبعا من المعروف ان لغة المصالح هي اللغة الاقرب الى التفاهم بين الدول بعيدا عن العواطف والقناعات الفكرية والدينية والحزبية والعقائدية .. فلغة المصلحة هي اللغة السائدة .. فهل لروسيا مصلحة استراتيجية مع سوريا بما تمثلة سوريا على مر التاريخ .. وبما تمثله اليوم حزبا وقيادة وارضا وشعبا ..
على مر عقود خلت كان الاتحاد السوفيتي الداعم الاول والاكبر لسوريا .. وقد ساهمت التقنيات السوفيتية بالنهضة الصناعية والزراعية والعمرانية في سوريا .. وقضية الديون السوفيتيتة معروفة ولا حاجة الى ذكرها ..وطبعا كان للدعم السياسي والتقني والعسكري دور في جعل سوريا تتربع على قمة الدول العربية رغم شح الامكانيات وقلتها ...وطبعا هذا كله مصدر قلق لاسرائيل وامريكا .. وبناء عليه تمت مجموعة من الاجراءات التي ذكرناها سابقا بحق سوريا ..
اليوم بالتعاون مع العملاء في المنطقة ..تم تفعيل دورهم في زعزعة استقرار سوريا .. وطبعا ايضا ليس لعيون الشعب العربي السوري .. الذي لا يساوي في نظر الادارة الامريكية رصاصة واحدة .. كما لا يساوي العرب عموما ذلك في نظرهم .. وكما لا يساوي المسلمون في العالم ادنى قيمة لدى الادارة الامريكية .. وافعالهم في العراق والصومال وفلسطين وافغانستان والبوسنة والهرسك والباكستان واليمن وووو... كلها افعال دالة شاهدة واضحة لا تخفى الا على كل غبي وجاهل واعمى ..
اذا هي لغة المصالح ... فهل ستتمكن هذه اللغة من توطيد العلاقة بين امريكا وروسيا على حساب الدم السوري والوطن السوري والشخصية السورية ؟؟
انا شخصيا استبعد ذلك .. فلا زال في الساحة العالمية الهند والصين وايران .. ومجموعة الدول الحرة التقدمية الرافضة للهيمنة الأمريكية على العالم ..
ولكن هل يمكن ان نتوقع سيناريو لمستقبل العلاقة الأمريكية الروسية الصينية .. بالنسبة لسوريا ..
من المتوقع ان تتفق الاطراف على تقسيم التركة العربية من اقليم المغرب العربي الى اقليم مصر والسودان والقرن الافريقي الى اقليم بلاد الشام واقليم الخليج العربي الذي يظن قادته انهم في مأمن من الأطماع الأمريكية الاسرائيلية والغربية ..وهم يعتقدون بالطلا ان العدو هو ايران والمد الشيعي ..
اذا ربما هي سايكس بيكو جديدة بطريقة جديدة ودول جديدة وقادة جدد ..
التعليقات (0)