في كل زمان ومكان توجد نسوة حديديات.. مواقفهن تختلف في عظمتها حسب كل ومبدأه..ففي التسعينيات من القرن الماضي وحين كانت مارغريت تاتشر المرأة الحديدية في زمانها تقود رئاسة الوزراء في بريطانيا، تعددت معارضتها القوية للشيوعية، ليطلق عليها الروس بعد ذلك المرأة الحديدية ولعلها أكثر النساء معروفة بهذا اللقب.
...
وفي الحقيقة أن كل سيدة استطاعت بنجاح أن تحكم زمام الأمور والقيادة منذ العصور القديمة وحتى الآن هي امرأة حديدية.. سيدات التاريخ الخالد..سيدات العهد الفرعوني كليوباترا ونفرتيتي..كن على عظمة أسمائهن وجمالهن وأخطائهن..كم هي جميلة تلك المرأة في عين من يحبها حين تخطئ وتصيب..تبقى ذكراهن كالصرح الخالد في القلب والعقل..فكم من فاضلة صنعت من رجل كان لا شئ، كل شئ..وكم من سيدة بتدخلها أفسدت رجل كان كل شئ ليصبح لا شئ ولو في حياة لغيرها كان له شأن..
...
جميل هو ذلك المزيج من القوة والصلابة والعاطفة الجياشة في المرأة..الأجمل هو تقدير الرجل للمرأة في ضعفها وإعتباره لقوتها..
...
"باريس عاصمة الحب" في الواقع أن هناك لبس يحدث للكثيرين حين سماع هذه العبارة خاصة من إخواننا العرب إذ يتبادر إلى ذهنهم على الفور أن الحب هو الجنس..لتصبح باريس لديهم هي عاصمة الجنس ويبدأوا في رحلة البحث بين بائعات الهوى عن الحب..صحيح أن باريس هي عاصمة الحب وستبقى كذلك ولكن هناك فرق بين الحب والجنس..الحب قد يؤدي إلى الجنس ولكن الجنس حتما قد لا يؤدي إلى حب.
...
يوم الخميس الماضي قامت حوالي 200 عاهرة في فرنسا بمظاهرات تنديدية بمشروع القانون الفرنسى والذي سيصبح بموجبه كل رجل تردد على عاهرة معاقبا فى خطوة تعكس عزم الحكومة الفرنسية على الحد من تزايد أعداد بائعات الهوى فى فرنسا.
...
وقد رفعت المتظاهرات في المسيرة التي اخترقت عدداً من أهم شوارع وميادين باريس لافتات وصفن فيها مشروع القانون بأنه يحد من الحريات العامة على أساس أن لقاء الزبائن بالعاهرات هو نتاج إيجاب وقبول بين طرفين بالغين راشدين.
وفي الوقت الذي تتظاهر فيه كل أولئك النسوة، صرحت الرائعة روزالين باشلو وزيرة التضامن الفرنسية في مؤتمر خاص على هامش الحدث أن الأمر لا يتعلق باتفاق بين الطرفين، لكنه يتعلق ببيع جسد امرأة لصالح غريزة رجل، لاسيما وأن العديد من العاهرات يمارسن أقدم مهنة فى التاريخ تحت ضغوط رهيبة من الذين يتولون تشغيلهن وحمايتهن. إذ تعتبر السيدة باشلو من أكثر الشخصيات الفرنسية المؤيدة لمعاقبة الرجال المترددين على البغايا. الأكثر من ذلك أن السيدة باشلو تعمل جاهدة في إطار الحصول على دعم مدني ورسمي لقبول هذا القانون في فرنسا.
...
هنيئا لروزالين باشلو على هذه الخطوات الحديدية والتي سيشهد لها التاريخ بعظمتها فيها..وإن لم يشهد لها بها سأشهد لها أنا بها..اللهم أني بلغت فاشهد.
التعليقات (0)