يوم خميسي رائع .. وسماء ملبده بالغيوم .. وكوب قهوه .. ونسيم بارد عليل .. ومزاج في قمة ( الروقان ) !!
لا ينقصني سوى شي واحد .. ولن اقول لكم ماهو !!
بين ( شرفتي ) و ( مكتبي ) .. اتنقل حاملا كوب قهوتي .. مابين انجاز عمل .. واستمتاع باجواء لا تتكرر هنا كثيرا .. الان في هذه اللحظه .. تتتساقط على خجل قطرات مطر .. ما ان احاول التأكد من سماعها مرة اخرى الا وتتوقف .. لتعاود التساقط حين اغفل عنها !!
ما اجمل التحام قطرات المطر بالارض .. يلتقيان بعنف .. فتنفض الارض غبارا اثقلها .. ليسيل بعد ذلك على صدرها .. ويتخلل باعماقها .. ليحييها من جديد !!
كم نحن بحاجه لمثل تلك القطرات .. كالحب مثلا .. الصادق منه .. هاهي الارض بعد موسم ماطر .. وهاهي قبله .. كانت جدباء كفتاة حزينه .. اهملت نفسها .. تغلغل الموت في احشائها حتى وهي تتنفس .. حتى وان كانت بقلب ينبض .. الا انها ميته .. يكفي انها ترى الدنيا ولا تشارك فيها !!
قطرات مطر .. كفيله بأن تعيد الحياه لقلب تلك الفتاه / الارض .. كفيله بأن تجعلها تبتسم مرة اخرى .. وكأنها بعثت بقلب جديد .. لم يعرف الحزن ابدا .. تكتسي الخضار .. وتـُخرج من اعماقها ماء ً عذبا .. يسيل على جسدها .. كدم ٍ تحرك فجأة في عروقها .. فسبحان من انزل عليها ذلك .. لعلمه بحاجتها له .. سبحان من احياها بعد موت .. حتى " اهتزت وربت " !!
وكم من ارواح ميته .. تسكن اجسادنا .. بحاجه الى ان تربوا ايضا .. بحاجه الى ان تهتز .. الى قطرات مطر مختلفه .. الى حب يسري في اجسادنا .. يتعمق في دواخلنا .. نستقبله بذات العنف الذي استقبلت به الارض قطرات مطرها .. لننفض غبارا اثقلنا ايضا .. غبار ٌ يكسونا ويسكننا !!
الان .. بدأت الشمس هنا تسطع من جديد .. بدأت الغيوم تنحسر .. وكوب القهوه ايضا اصبح فارغا.. ومابين ( شرفتي ) وَ ( مكتبي ) لا زال نسيم بارد عليل .. ومزاج في قمة ( الروقان ) !!
تحياتي
الألمعي
الخميــس
25 / 4 / 1429 هـ
التعليقات (0)