روح اكتوبر

                                              روح أُكتوبر

فى الذكرى الاربعين لانتصار العبور فى السادس من اكتوبر 73 نستلهم روح اكتوبر ونسترجع ذكريات ذلك الانتصار العظيم الذى عبر بمصر من  ذُلِ الهزيمة الى فخر الانتصار , ونتذكر كيف كان الشعب المصرى بكل طوائفه على قلب رجل واحد يقف وراء جيشه وقادته داعما ومؤيدا وكلهم يهتفون  بصوت واحد اللهم انصر مصر واحفظها يارب العالمين , والحقيقة أن النصر فى حرب اكتوبر ما كان له أن يكون من غير تكاتف الشعب والجيش ومن غير الاعتماد على تلك الروح التى عمت جميع طوائف الشعب , فقد كان الشعب المصرى من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه كلهم نسيج وحدة سواء كانوا من اليسار ومن الناصريين الذين لاقوا معارضة كبيرة لهم فى بداية عهد السادات ولكنهم وقفوا فى اثناء الحرب مع مصر وتناسوا خلافاتهم , وكذلك المصريون من الاخوان ومن الجماعات الاسلامية وقفوا مع اخوتهم من الشعب وتناسوا خلافاتهم حيث لاقى الاخوان الكثير من الاضطهاد والسجن فى عهد عبد الناصر ولكنهم تناسوا خلافاتهم ووقفوا مع مصر وشعب مصر وكذلك الاخوة المسيحيين كانوا من ضمن النسيج الشعبى لمصر وهذا هو سر انتصار اكتوبر أن الجميع تناسوا خلافاتهم وتذكروا مصر ومصر فقط , وهو ما ننادى به الآن فنحن ننادى كل الطوائف المصرية باختلاف ميولهم من ناصريين واخوان مسلمين وسلفيين وجماعات اسلامية ومسيحيين وكل طوائف مصر ان يتناسى الجميع خلافاتهم وان يتذكروا مصر ومصر فقط , فكل شيىء زائل ومن يحكم اليوم قد لا يحكم غدا ولكن يبقى الود وحب مصر بيننا , فهل نستلهم روح اكتوبر ؟؟؟ اللهم آمين......

وكذلك وفى هذه المناسبة نتذكر روح القومية العربية التى سادت بيننا فى حرب اكتوبر وكيف شارك الجيش المصرى والجيش السورى والجيوش الاخرى من الجزائر والعراق والكويت والسودان فى تلك الحرب , ونتذكر مواقف القيادات العر بية وعلى رأسها الملك فيصل والشيخ زايد وجميع الملوك والرؤساء والامراء العرب ووقفتهم مع مصر وسوريا فى حرب اكتوبر وقطعهم للبترول  , تلك الوقفة التى كانت سببا فى انتصار اكتوبر فأين نحن الان من روح اكتوبر؟؟؟

وهنا فنحن نهمسُ فى أذن رجال الدين فى مصر وخارج مصر أن لا يذيدوا النار اشتعالا وان يكونوا دعاة للتآلف والاتحاد ولا يكونوا دعاة للاختلاف والتقاتل , وأن يكون خطابهم دائما للسلام والمحبة مهما كانت آراءهم وتوجهاتهم, ويكفى ان نتذكر رجال الدين الافاضل فى حرب اكتوبر وموقفهم الذى جعل صيحة الجنود فى الحرب صيحة "الله أكبر" ومن هؤلاء الرجال فضيلة الشبخ محمد الغزالى والشيخ عبد الحليم محمود والشيخ الشعراوى, رحمهم الله جميعاً .

وكذلك ندعو قنواتنا الفضائية المصرية منها وغير المصرية أن يكونوا بابا للخبر الصحيح ولا يكونوا بابا للاشاعات والتفريق بين الناس , فالحق واحد ولكننا نراه بعيون متفرقة , وأن يحاولوا أن يكونوا على الحياد ما أمكنهم ولا يكونون طرفا فى أى صراع , لأنهم فى النهاية بابا للخبر وليسوا طرفا فى صناعة الخبر .

أننا ننتظر من الجميع ان يتحلوا بروح اكتوبر وان نحقق الاية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم  " إدخلوا مصر إن شاء الله آمينين " صدق الله العظيم , فهل نتحلى بروح أكتوبر ونحقق الاية الكريمة سواء كنا معارضين أو مؤيدين سواء كنا مصريين او غير مصريين  وندخل جميعا الى مصر آمنين  إن شاء الله , اللهم آميم اللهم آمين .