روحاني و خامنئي والاتفاق النووي

بدأت التصريحات الرسمية الإيرانية تتصاعد في الآونة الأخيرة حول استحالة التوصل الى أي اتفاق نووي في الفترة الزمنية المحددة. فقد شددت الصحف ووسائل الشددت الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية التابعة للتيار المتطرف حملة غير مسبوقة ضد حكومة روحاني منتقدة مجرى المفاوضات وواصفة الإتفاق النووي لو كتب له النجاح بمثابة نهاية لنظام ولي الفقيه. ويعتقد البعض إنّ مقاومة أي إتفاق نووي من قبل المتطرفين في إيران يهدف الى إضعاف حكومة روحاني التي تسعى الى تنفيذ وعودها الإنتخابية و قطع الطريق على الحكومة لعدم تطبيع علاقاتها مع دول تعتبرها جهات إيرانية متشددة على أنها معادية لإيران.

إنّ صدام التيارات المتشددة مع التيارات الإصلاحية والمعتدلة في إيران قد يتحول الى صراع بين روحاني و خامنئي على موضوعات حيوية منها الإتفاق النووي في الفترة القادمة. فقد قام المرشد الإيراني "علي خامنئي" بافتتاح الهجوم الذي يتعرض له روحاني من قبل المحافظين بإعلانه عن معارضته أي تغيير في النهج السياسي لحكومة روحاني .حيث اتخذ خامنئي موقفاً معارضاً لتطبيع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة وأكد على "أنّ المفاوضات النووية لم تحقق لإيران شيئاً يذكر" بسبب أنها لم مجدية بصورة عامة، خلافا لتصورات البعض".

من جانبه استبعد وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" التوصّل الى أي إتفاق نووي بين إيران والدول الست في غضون الأربعة أشهر القادمة وهي الفترة التي تمّ الإتفاق عليها بين إيران والمجموعة الدولية للتوصل الى حل بشأن النووي الإيراني. وشدد ظريف في حديث صحفي له مع موقع"خانه ملت" التبع لمجلس الشورى الإيراني أنه "من المستعبد التوصّل إلى نتائج حتمية بشأن الملف النووي مع نهاية الأشهر الأربعة القادمة".

إنّ الحملة الشرسة التي يتعرض لها تيار الإعتدل برئاسة روحاني من قبل أنصار المرشد وجنرالات الحرس الثوري والمؤسسات المتشددة في إيران تهدف الى إظهار الحكومة أمام الرأي العام الداخلي والخارجي على أنها عاجزة عن تنفيذ وعودها لأنّ كلمة الفصل بيد مؤسسات المرشد وأنصاره ولا يمكل أحد مفاتيح الحل والعقد سوى خامنئي. لكن بسبب الرصيد الجماهيري الذي تتمتع به الحكومة يستطيع روحاني اللجوء الى الشارع لتصبح كلمة الفصل له ولأنصاره بسبب الأكثرية الساحقة التي تؤيد نهج الحكومة الإعتدالي من هنا يمكنه استثمار هذا الضغط لإرغام الخصوم على التراجع من مواقفهم المتشددة و التحول الى موقف الدفاع بدل الهجوم.