في تقييم إجمالي لما قامت به حكومة روحاني خلال عام من تولّيها للسلطة في إيران يمكن القول أنّ الأخيرة تمكّنت من إيجاد بصيص أمل داخلياً وخارجياً للخروج من النفق النووي المظلم كما أنّ روحاني تعامل بإيجابية تامّة مع ملفات الشرق الأوسط واستطاع كسب ثقة الدول الكبرى و كذلك ثقة مواطنيه. ومواصلته لهذا النهج يعتبر مقاومة للضغوط التي يتعرض لها من قبل خصومه الداخليين.
استطاع روحاني أن يلحق هزيمة سياسية بخصومه الذين يتربصون بحكومته وذلك بسبب رؤيته الشاملة في التعامل مع المجتمع الدولي وكذلك بسبب السياسة المعتدلة التي ينطلق من خلالها في العام المنصرم. تسابق دول العالم على اعادة افتتاح سفاراتها التي تمّ إغلاقها في عهد نجاد يعتبر مؤشراً إيجابياً يحسب في صالح حكومة روحاني .فرغم أننا لا يمكن أن نجزم بأنّ مسيرة الإعتدال تخطّت جميع العقبات إلا أنّ هذه الإنجازات في الفترة القصيرة الماضية تعتبر حافزاً لروحاني و مؤيديه لمقاومة التيارات المتشددة و الإصرار على برنامجه الإنتخابي ووعوده السياسية داخلياً أو خارجياً.
انتهاج روحاني لسياسة الفوز فوز التي تعتبر منطقية بالمقارنة مع السياسة المتشنّجة التي كانت حكومة "نجاد" قزّمت بها دور إيران الإقليمي والدولي في واقع الأمر ولّد طاقة شبابية في الداخل للدفاع عن نهجه السياسي. فإنّ الترحيب الدولي و الإقليمي الكبيرين تجاه ما يصدر من حكومة روحاني بمثابة حافز لروحاني رغم الميادين المحفوفة بالمخاطر من ناحية الأقلية المتشددة التي تبديها حيال النهج السياسي للأخير.
تعرّض روحاني خلال عام على توليه منصبه لضغوط داخلية شديدة أفضت بسحب الثقة عن أحد وزراءه الذين لم يتسلّم الحقيبة الوزارية إلا لعام واحد فقط وبسبب هذا الإعتدال الذي ينتهجه روحاني من المتوقّع أن تتعرض تشكيلته الحكومية لكثير من الضغوط قد يتمّ خلالها سحب الثقة عن وزراء الخارجية و الداخلية و الإعلام في حكومة روحاني. ويعود هذا النهج المتشدد حيال الحكومة بسبب مواقفها في ملفات خارجية وإقليمية لا تتطابق مع تطلعات و أهداف الجنرالات في الحرس الثوري أو المرشدعلي خامنئي. إلا أنّ الإنجازات التي حققها التيار الإصلاحي في إيران تعتبر حافزاً لروحاني و مؤيديه لمقاومة التيارات المتشددة و الإصرار على برنامجه الإنتخابي ووعوده السياسية داخلياً أو خارجياً.
التعليقات (0)