روحاني وفرصة تنفيذ وعوده الإنتخابية للشعوب غير الفارسية

مرّت أشهر على انتخاب روحاني للرئاسة الإيرانية و ظلّت مسألة الوعود التي قطعها مع الشعوب غير الفارسية لتنفيذ مطالبهم القومية قيد الكتمان.فقد إعتبر روحاني نفسه قبيل إجراء الإنتخابات ملزماً بتنفيذ وعوده الإنتخابية للشعوب غير الفارسية والتي تندرج تحت منشور مكوّن من تسعة بنود ينصّ معظمها على منح الشعوب حقوقها المنصوص عليها في الدستور الإيراني لكن بعد مرور كل هذا الوقت لم يُقدم روحاني على خطوة إيجابية باتجاه ما قطعه مع نفسه من وعود.

من بين المنشور المكوّن من تسعة نقاط ينصّ على تطبيق الماجتين 15 و19 الخاصة بحق التدريس باللغة الأم لغير الناطقين باللغة الفارسية. وكذلك نصّ منشوره على إعادة النظر بالقرارات الأمنية المتخذة تجاه الإثنيات غير الفارسية ومنح الأقاليم الحق في إشراكهم في صناعة القرار في إيران وذلك فيما يتعلّق باختيار مسؤولي المحافظات. لكن جميع تلك الوعود ظلّت حبراً على ورق لحد هذه اللحظة ولم يطبّق منها شئ.

فعرب الأحواز يتعرضون لإضطهاد عرقي منقطع النظير فلاتسمح الحكومة تعيين مسؤولين محليين في الأحواز ينتمون للأحوازيين و تمنعهم من التدرج في المناصب الحكومية الحساسة و هي أي السلطة تفرض سياسة تطهير عرقي ضد الأحوازيين وتنفذ إعدامات يومية بحق النشطاء الأحوازيين الذين ينشطون في المجالات الثقافية.

بناءاً على كل ما أشير الى أنّ الفرصة الأخيرة المتبقية أمام روحاني كي يثبت صدق نواياه تجاه المسألة الإثنية في إيران هي تغيير الحل الأمني بالنسبة للأزمات المزمنة في المناطق الإثنية وإلدعوة لإطلاق مصالحة وطنية تقتضي إطلاق سراح السجناء السياسيين في المناطق الإثنية و تطبيق ألية تنفيذ مواد الدستور المعطلة و أخيراً وليس أخراً فتح المجال لأبناء الإثنيات دون تضييق في التعبير والحريات العامة و منحهم الحق في اختيار سياساتهم الإقليمية وعند ذلك ستكون هذه الخطوات بادرة حسن نية يمكن اعتبارها مقدمة لحلحلة القضية الإثنية في إيران . لكن الإكتفاء بالشعارات الفضفاضة دون التركيز على ألية تطبيق معروفة تشير الى استمرار الصراع الإثني الى أجل غير مسمى.