كل الأشخاص الذين تمّ اختيارهم من قبل روحاني في المناصب الأمنية و السياسية الحساسة مثل وزير المخابرات ومساعد رئيس الجمهورية في شؤون الشعوب غير الفارسية و أمين مجلس الأمن القومي استهلّوا عملهم بنشاط مركّز على الدفاع المستميت عن حقوق الشعوب الغير فارسية و كأنّ إيران شهدت إنقلاباً في الحكم وليس هؤلاء الذين يتحدثون عن حقوق الشعوب كانوا في القبل ممثلين من قبل النظام الإيراني ولَمْ يَنْبِسْ منهم أحد بِبِنْتِ شَفَةٍ ليدافع عن حقوق الشعوب التي كانت تتعرض خلال فترة توليهم لمناصب أمنية لإضطهاد أكثر مما يتعرّضون اليه الآن وقد كانوا يمسكون بزمام الأمور تفوق أهمية مناصبهم من تلك التي حصلوا عليها في الفترة الأخيرة فما سرّ هذا التغيير الطارئ على هيكلة الحكومة الإيرانية ؟!
في الوهلة الأولى يتبادر للذهن بأنّ التغييرالشكلي الذي طرأ على خطاب الحكومة الإيرانية هو بادرة لترميم علاقات النظام بالشعوب غير الفارسية لإعادة هذا النسيج للكيان الإيراني المتهرّء بسبب الحرمان و الجور الذي تتعرض له تلك الشعوب خلال عقود من عمر النظام الإيراني وذلك لدرء مخاطر التشتت والحروب الطائفية والقومية التي تدور رحاها في إقليم الشرق الأوسط عن هذا البلد وهذا يتطابق مع ما يجري على أرض الواقع.
أمّا الأهم من ذلك فهو التوعية التي حصلت في الجيل الحالي من الشعوب غير الفارسية من خلال تقنية المعلومات والتواصل الإجتماعي الذي حوّل العالم الى قرية كونية من هذا المنطلق أدرك النظام الإيراني أنه غير قادرعلى لجم تحرّك تلك الشعوب وعليه غيّر تكتيكاته في التعاطي مع هذا الملف ولم يغيّر استراتيجيته بعد لأنّ التغيير الذي حصل بعد انتخاب روحاني ما يزال تغيير شفوي ولم تتغيّر البنية الفكرية والمؤسساتية للنظام الإيراني وعلينا أن ننتظر لنرى ما يحدث هناك . لكن يمكن أن نضع دفاع وزير مخابرات روحاني في خانة هذا التغيير الشكلي علّ وعسى أن يتحوّل نحو التغيير الجذري في تعاطي النظام الإيراني مع ملفات ساخنة مثل ملف الشعوب غير الفارسية وعلى رأسها ملف الأحواز والأحوازيين.
التعليقات (0)