يواصل روحاني هجومه وانتقاداته الحادة لمعارضيه من التيّار المتطرذف في إيران بصورة مكثّفة. ففي لقاء صحفي له مع التلفزيون الإيراني قبل ايام وصف الرئيس الإيراني الذي بات يطلق عليه الرئيس المعتدل بسبب نهجه المنحاز لبعض توجهات الشارع الإيراني المؤيد للحركة الإصلاحية وصف في حواره المتلفز معارضيه من التيّار المتطرّف على أنه غلاة يصنعون من الحبّة قبّة.واصفهم في حوار طلّابي على أنهم جهلة لا يفقهون من السياسة شئ. وهذا الأمر خلّف انتقادات واسعة له بين المتطرّفين المنتمين للتيار الأصولي في الأشهر القليلة الماضية ما دفعهم بعرقلة سير الحكومة واستجواب العديد من وزراءه و تعطيل الموازنة والمشاريع التي يملك التيار المتطرف طرقاً كفيلة بتعطيله بسبب خبرته و عناصره المنتشرة في العديد من الدوائر الحكومية.
فكلّما انتقد التيار المتطرّف النهج الحكومي للرئيس المعتدل زادت الحكومة من حدة انتقاداتها ضدّ المتطرفين ففي أعنف الإنتقادات المتبادلة بين الجانبين وصف روحاني التيار المتطرف على أنه لا يعمل لمصلحة الوطن والقضايا القومية في البلاد وإنما يعمل هذا التيار لمصلحة أحزاب ومصالح شخصيّة ضيقة لا تنتمي للأمة بشئ في المقابل اتهمت الشخصيات المقربة من المحافظين الرئيس و من لفّ حوله بالمتحالفين مع أعداء البلاد و المأجورين للقضاء على المشاريع التي يتبنّاها النظام ومواجة مؤسساته النبيلة مثل الحرس الثوري.
إنّ الرادع أمام المتطرّفين لعرقلة الخطط الحكومية والإتفاقات الدولية التي تتبناها الحكومة وخاصة في المجال النووي بعدالإتفاق الأخير الذي حصل من المؤمّل أن توقعه الحكومةمع الدول زائد ستة هو المرشد علي خامنئي والذي استمرّ بدعمه المعلن لسياسات الحكومة و ووقوفه بوجه المنتقدين لها ما يبرر وجود تفاهم بين الحكومة والمرشد في المضيّ قدماً بالسياسات المعتدلة التي انتهجتها حكومة روحاني مع الدول الغربية فيما يخصّ الملف النووي وقضايا دولية أخرى رغم استمرار الإعتراضات بين فينة وأخرى بين الحكومة والتيار المتطرف في المناسبات المختلفة.
فإذا ما أوقف الزعيم الورحي الإيراني علي خامنئي دعمه للحكومة فإنّ مصيرها سيصبح مثل مصير الحكومة السابقة التي كان يتزعّمها نجاد والتي فقدت الدعم الخاص من المرشد في أيامها الأخير بسبب مواجهتها لجماعته بعدما كانت تحظى بالدعم المذكور لطيلة حوالي ستة أعوام.فسوف يصمد روحاني أمام ضغوط وانتقادات التيّار مادام دعم المرشد مستمرّ فإذا سقط دعم المرشد ستسقط الشرعية المستندة على ولاية الفقيه.لأنّ لولاية الفقيه في إيران والتي يتزعّمها خامنئي الكلمة الفصل في جميع النماسبات السياسية و الإقتصادية والثقافية في إيران فهذه هي الديكتاتورية الدينية التي تحكم إيران من كان مع المرشد سيسلم ومن خالفه سيسقط.
التعليقات (0)