روحاني والحرس الثوري من شهر العسل الى الطلاق

تحوّلت علاقة الحرس الثوري بالرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني بسرعة البرق من علاقة السمن على العسل الى علاقة متوتّرة بسبب حدة الإنتقادات والتهديدات التي رافقت خطاب كل طرف على حدة في الأسابيع القليلة الماضية بسبب اتهامات متبادلة حول ملفات سياسية واقتصادية.فقد تسببت مطالب روحاني الـأخيرة للحرس بعدم إعاقة مجرى المحادثات النووية التي تقودها حكومة روحاني انتقادات حادة من قبل الحرس الثوري لحكومة روحاني متهماً إياها بتضعيف الروح الثورية للحرس الثوري على حساب شعار الإعتدال.

شنّ مستشارالمرشد الإيراني الأعلى أية الله خامنئي في الحرس الثوري أية الله سعيدي هجوماً مغلّفاً ضدّ الحكومة التي يترأسها روحاني متهماً إياها بمحاولة التشبّث بالثروة و السلطة لإضعاف الروح الثورية من خلال استخدام الإعتدال كشماعة يعلّق عليها جميع الإخفاقات التي تمنى بها من خلال اتهام القوى الثورية الأصيلة.

من جهة أخرى شدد العميد في الحرس الثوري" يد الله جواني" من محاولة استخدام نهج الإعتدال لمواجهة النهج الثوري و اعتبار الأخير على أنه "تطرّف" . مطالباً بأن لا يواجه نهج الإعتدال مصير الإصلاحات.وأشار الرئيس السابق في الدائرة السياسية و العقائدية في الحرس الثوري أنّ التعامل مع الغرب والقبول بشروطهم يعني التخلّي عن النهج الثوري وهذا الأمر يطالب به بعض المناصرين للإعتدال الذين ينتهجون نفس النهج الإصلاحي السابق. هذا في حين أنّ الإعتدال هو الشعار الرئيس الذي كان يطرحه روحاني منذ حوالي خمس سنوات حين كان يترأس حزب الإعتدال والتنمية.

من ناحية أخرى اشتدت الصراعات بين الحكومة والحرس نتيجة تدخلات الأخيرة في الشأن الإقتصادي فقد صدرت تصريحات للطرفين تندد بالنهج الذي ينتهجه كل طرف. فقد انتقد روحاني نهج الحرس الثوري الذي يصدرعبر تصريحات مسؤوليه والذي اعتره أخطر من المناورات. مطالباً قادة الحرس بانتهاج سياسة أخرى تفسح المجال للحكومة ببناء الثقة مع دول العالم بعيداً عن التهديد والوعيد التي ينتهجها قادة الحرس الثوري. وأشار ورحاني خلال تصريحاته الأخيرة التي شنّ عبرها انتقادات لاذعة للحرس الثوري أنّ حكومته تنتهج سياسة إظالة بؤر التوتر مع العالم وبناء الثقة معتبراً هذه السياسة ليست وقتية وتكتيكاً بقدر بل أنها سياسة مبدأية رغم تمسّط بلاده بالخطوط الحمراء التي تتمسك بها حكومته.

لكن تعاقبت وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري كيل الإتهامات والإنتقادات للسياسة المتبعة من قبل روحاتي بعد إدلائه بهذه التصريحات الحادة ضد الحرس الثوري. فقد اعتبرت صحيفة صبح صادق الماطقة باسم الحرس الثوري أنّ حديث روحاني الأخير لا ينطبق مع الأمر الواقع بل أنه انفصالية لا تتطابق مع الواقع الحاضر التي تعيشه البلاد من تهديدات ومخاطرعدائية من قبل أعداء الثورة. فقد دافعت الصحيفة الحرسية التي يديرها ممثل خامنئي في الحرس الثوري دفاعاً مستميتاً عن التهديدات التي شنّها قادة الحرس الثوري ضدّ الحكومة ونهجها التصالحي مع الغرب بالموشوع النووي ما يشير الى بدء صفحة جديدة من العلاقات بين حكومة روحاني والحرس الثوري والتي تبشّر بطلاق رسمي بعد ما مرّ الإثنان شهر عسل تقريباً في الأشهر الأولى من فوز الحكومة التي يترأسها روحاني عبر محاولة الحرس منح روحاني شهادة تشير الى تقرّبه من الحرس والتيار الأصولي أكثر من التيار الإصلاحي والبراغماتي في إيران.