شهدت أروقة البرلمان الإيراني اليوم عملية حجب الثقة من وزير التعليم العالي في حكومة روحاني. رغم أنّ نتيجة سحب الثقة عن "دانا" كانت متوقعة وذلك بسبب سيطرة تيارات متطرفة على مقاعد البرلمان الإيراني تدين بولاءها للنهج الذي كانت حكومة نجاد تنتهجه في القضايا الداخلية والخارجية إلاّ أن الخطر القادم في استخدام عمليات سحب الثقة من قبل معارضي سياسات روحاني قد تؤدّي الى تعطيل الإتفاقات النووية و إفشال حكومة روحاني في مساعيها الإصلاحية لإفساح المجال أمام نجاد للظهور المجدد على الساحة السياسية الإيرانية في الفترة المقبلة
إنّ وزير التعليم العالي "فرجي دانا" الذي استطاع خلال فترة العام الواحد من تولّيه مقاليد الوزراة أن يكسب شعبية واسعة بسبب برامجه الإصلاحية في الجامعات والمؤسسات العلمية الإيرانية وكذلك محاربته الشرسة ضد المحسوبية والفساد التان رسّخ نجاد أركانهما في المؤسسات الحكومية. إلّا أنّ تصويت البرلمان وبدواعٍ سياسية ضد أحد وزراء روحاني قد يدخل البلاد في صراعات سياسية لا تحمد عقباها
يمتلك التيار المسماة بتيار"بايداري" والذي يدعم خطط نجاد عدداً لا بأس بها من مقاعد البرلمان يستطيع أن يفشل ويعرقل الخطط الحكومية لإظهار نفسه على أنه بطل قومي .وذلك بسبب أنّ الأجواء البرلمانية التي يسيطر عليها تياران لا ثالث لهما يتبعان للنهج الأصولي قد يزيد الطين بلة. فالأمل معقود على انشقاق التيار الأصولي وهناك بوادر في هذا الخصوص للحد من الضغط على الحكومة المعتدلة
إذا واصل البرلمان الإيراني والذي تتحكم به دوائر سياسية و ثورية معارضة لحكومة روحاني المضي قدماً في استخدام حجب الثقة لإيقاف مسيرة الحكومة فإنّ هذه العملية ستصبح عقبة أمام روحاني. فستتوالي عمليات حجب الثقة بحق وزير الخارجية و الثقافة بسبب مواقفهما السياسية المستقلة عن التيار المتطرف. وإنّ هذا الأمر سيعطل خارجياً الإتفاق النووي وعملية بناء الثقة التي يعتمدها روحاني مع الغرب و إظهار الحكومة للخارج على أنها عاجزة وداخلياً سيحبط مؤيدي الحكومة و سيوقف عجلة الإصلاح إذا ما كتب لهذه العملية النجاح
التعليقات (0)