تأتي زيارة روحاني الأخيرة للأحواز كمحطة أولى في جولاته التي تشمل جميع المناطق والأقاليم في إيران ذات أهمية كبيرى بسبب أنّ المنطقة تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة منذ سنوات حيث أنّ الإحتجاجات التي استمرت حتى اثناء زيارة روحاني للمنطقة تشير الى عدم رضى الشعوب عن النظام بجميع مؤسساته .إنّ هذه المظاهرات في الواقع انطلقت قبل عدة أشهر احتجاجاً على سرقة مياه نهر كارون وحرف روافده الى العمق الإيراني . لكنّ زيارة روحاني التي يراها البعض على أنها تصبّ في اتجاه تضميد الجراح للنظام الإيراني من خلال طرح شعارات مختلفة تحاول استمالة الشعوب غير الفارسية بعد أن أصبح شعار الإستقلال عالياً ً.
يحاول الرئيس الإيراني حسب المراقبين مناقضة قضايا القضية التي باتت تؤرّق النظام الإيراني وهي قضية الشعوب غير الفارسية وطرح مشروع لحلها من خلال اختيار الأحواز بسبب كونها العصب الإقتصادي والإثني في إيران لمواجهة تحديات المعارضة الإثنية التي يواجهها النظام الإيراني منذ عقود ولم يفلح في القضاء عليها.لأنّ صوتها أصبح مسموعاً باعتبار الأنظمة الإيرانية المتعاقبة هي التي تشكل العقبة الرئيسية في حل هذه المشكلة من خلال منح طابع أمني على مطالبات الشعوب غير الفارسية وقمعها المفرط للحركات الإثنية.
رغم أنّ روحاني حاول إرضاء الأحوازيين منذ انتخابه عبر انتخاب شمخاني رئيساً لمجلس الأمن القومي و اتخاذه خطوات مثل تدشين معاونية الشعوب لكنّ تلك الخطوات لم تقرّب الشارع الأحوازي ولا بقية الشعوب غير الفارسية من خطابه بسبب الشكوك والتجارب السابقة حيال الحكومات الإيرانية لكنّ تكرار محاولات روحاني واحدة تلو أخرى للتقرب الى الأحوازيين تبيّن مدى أهمة الأحواز للنظام الإيراني وخوفهم من هذه البوابة المشرعة من أن تتحول الى جبهة مفتوحة قد تفتح ابواب الجحيم على نظام الملالي لما تملكه من إمكانيات وطاقات كبيرة فزيارة روحاني هي محاولة وسوف لن تعالج مشكلة الأحواز ولا مشكلة الشعوب غير الفارسية إلا عبر خطوات حقيقية و ملموسة تأخذ بعين الإعتبار المطالب الحقيقية للأحوازيين وليس للنظام الإيراني و مسؤوليه.
التعليقات (0)