روحاني مفتاح في يد خامنئي

إنّ علاقة روحاني بالمرشد الأعلى علي خامنئي تتّسم بالتعقيد و الضبابية فهذه التعقيدات تصبح أكثر تعقيداً لو لاحظنا علامات الإستفهام التي توضع أمام أسباب رضى خامنئي من ترشّح روحاني للرئاسة وتأييده لسياسات الخارجية للأخيروخاصة تقرّب الرئيس روحاني من نهج رفسنجاني و التيّار الإصلاحي .إنّ العقدين والنصف  الأخيرين كانا حافلين بالتقارب الفكري و السياسي بين روحاني وخامنئي.فلم تبعد روحاني عن خامنئي حتى سنوات الجفاء التي خيّمت على التيارت الإيرانية الحاكمة بين التيّار الديني التقليدي الذي يترأسه خامنئي و التيار البراغماتي الذي يتزعّمه رفسنجاني فقد احتفظ روحاني بمقعد ممثل المرشد علي خامنئي في مجلس الأمن القومي الإيراني لعدة سنوات بعد أن ترأس هذا المجلس بتأييد من خامنئي نفسه.

لكنّ التقارب المشهود بين خامنئي و روحاني لم يشفع للأخيرالهجوم اللاذع الذي يشنّه أنصار خامنئي عليه بسبب نهجه التصالحي مع الغرب في الملف النووي رغم أنّ هذا الهجوم الإعلامي ليس إلا ذرّ الرماد في العيون أمام الرأي العام الإيراني والعربي لإظهار المرشد على أنه يعارض النهج التصالحي مع الغرب على حساب قضايا حساسة إقليمية و إسلامية رغم أنّ الجميع يعرف بأن روحاني هو خرج اصلاً من تحت عباءة خامنئي فلو لا مجلس صيانة الدستور التي لخامنئي فيه كلمة الفصل في تعيين الرؤساء لما أصبح اصلاً روحاني رئيساً للبلاد فالمثال أمامنا ماثل في قضية موسوي المرشح السابق للرئاسة في إيران عام 2009 فهو كان الرابح حسب زعم قيادات في الدولة الإيرانية إلا أنّ خلافه مع خامنئي أحال دون تقليده منصب الرئاسة.

من هذا المنطلق يتبيّن أنّ روحاني فعلاً مفتاح في يد خامنئي لدرء المخاطر عن النظام واستخدامه لتلميع وجه النظام في العالمين الإسلامي والعربي بعد أنّ تعرض موقع إيران في المنطقة الى هزّات كبيرة بسبب تدخلها في قمع الثورة السورية ضد حكم الحليف بشار الأسد و تسويق روحاني للعالم الغربي على أنه البديل الأفضل لنجاد الذي عكّر صفو العلاقات الإيرانية مع الغرب و مفاوض موثوق به في الملف النووي خاصة أنّ للرجل باع طويل في التفاوض مع الدول الأجنبية فيما يخصّ الملف النووي من هنا يمكننا أن نعتبر شعار مفتاح روحاني في الإنتخابات الرئاسية على أنه افضل إشارة الى هذا الموضوع.