روحاني بين السياسة الداخلية والملف النووي

إصرار الكتل المتشددة في البرلمان الإيراني للضغط على رئيس الحكومة يبيّن أنها تريد مقايضة روحاني الإستجابة لشروطها الداخلية منها غضّ الطرف عن ملفات الفساد وسياسة الإنفتاح في الجامعات و المؤسسات الحكومية وغير الحكومية مقابل تراجع التيار المتشدد عن معارضته لأي صفقة نووية تنوي الحكومة إبرامها مع الدول الست.

إنّ الهجمة الشرسة التي يتعرض لها روحاني من قبل المتطرفين للتخلي عن وزراء التعليم العالي و وزير الثقافة وسياسة الإنفتاح الداخلي التي يعتبرها الطرف الـأخر على أنها تهدد كيانه. ذلك الهجوم الحاد يهدف الى ارغام الحكومة على ابرام صفقة معها وتخلي الحكومة عن السياسة الداخلية مقابل منحها الصلاحيات الواسعة في السياسة الخارجية وفي الملف النووي تحديداً .ولأنّ وزراة التعليم العالي ووزراة الثقافة تمثلان شريان الحياة الداخلية بالنسبة للطيف المتشدد بسبب تغذيتهما الإعتدال والإصلاح في حكومة روحاني لذلك ينصبّ الضغط الآن على روحاني للتخلي عن وزراءه في تلك الحقيبتين.

لكنّ رفض روحاني استبدال وزراءه والتخلي عنهما ينبع من قراره اتباع سياسته مجابهة ضغوط البرلمان ومقاومته إغراءات الطيف المقابل مقابل إصراره على النهج الإعتدالي لحكومته وأيضاً مضيه قدماً في التوصل الى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي.وهذا الأمر سيضاعف الضغوط والهجمة على روحاني في الثلاث سنوات المتبقية من عمر حكومته.