روايــات الحُمـار
مصعب المشرّف
30 ديسمبر 2015م
وقف أحد خطباء المساجد في صلاة الجمعة فقال:
تسلل ثلاثة لصوص إلى منزل تاجر "شريف" ؛ وسرقوا كل ما يمتلك من أموال وذهب . ووضعوها فوق ظهر حمار التاجر وهربوا بها.
دخل اللصوص الثلاثة بمسروقاتهم فوق ظهر حمار التاجر إلى الغابة . وظلوا يسيرون إلى أن أصابهم التعب والإنهاك فتوقفوا ليناموا ساعة.
إستلقى الثلاثة إلى جوار بعضهم البعض . فنام أحدهم قبلهم . فقال الأول للثاني:
- ما رأيك أن نقتل شريكنا هذا ونقسم المسروقات والحمار على إثنين بدلاً من ثلاثة؟
فقتلا شريكهما وواصلا السير داخل الغابة .
وبعد مسافة تملك منهما الإرهاق فتوقفا لبعض الراحة .
نام أحدهما وظل الآخر مستيقظاً فقال لنفسه:
- لماذا لا أقتل شريكي هذا وتصبح جميع المسروقات لي وحدي؟
قام اللص وقتل شريكه . وأخذ الحمار والمسروقات ومضى في طريقه .
وبعد مسافة غلبه التعب والنعاس . فتوقف ونام تحت شجرة . فجاء ثعبان ولدغه فمات.
انتظر الحمار جوار اللص الميت حتى مشرق الشمس . وعندما يئس منه عاد إلى منزل صاحبه التاجر "الشريف" بالمسروقات .
ثم أضاف الخطيب وهو يختم القصة والخطبة:
- وهكذا الكسب الحلال يا إخواني لا يضيع أبدا.
فقام له أحد الحاضرين وقال له:
- ما شاء الله عليكم يا مولانا . والله قصصكم دي كلها حكم ومواعظ . بس عايز أسألك سؤال واحد : القصة دي حكاها ليكم الحمار ولا منو؟
التعليقات (0)