مواضيع اليوم

رواية ..النظرة التي لم تكن لي .(1)

عبدالقادر جمعر

2011-02-27 18:16:59

0

زوار مدونة  راس دوميرا  يسعدني ان انقل لكم حلقات عن الرواية  الوحيدة ,التي  تتحدث عن المجتمع العفري وان كانت في منطقة محدودة وهي في جيبوتي .

وذالك للاديبة العفرية شريفة العلوي:-

هذه حلقة اولى  من حلقات تلك الرواية.

(1)

اسمي روعة , لي أحلامي , وعالمي الخاص ككل بنت عادية جدا ,
البعض يصفني بالتميز والبعض الآخر يختلف معه ويرى بأني عنيدة و لا أقتنع إلا ما أقنعت نفسي به واجد في رؤيتين شيئا من الحقيقة ...
في صبيحة اليوم التالي كنا على موعد أنا وصديقتي سعاد مع مدير إحدى المؤسسات الحكومية لإجراء مقابلة شخصية يترتب عليها تعييننا لتلك الوظيفة المزمعة..

اتجهت إلى الغرفة التي تشاركني فيها أختي صفية و التي تصغرني بخمسة سنوات ورغم هذا فهي دائما تحشر أنفها بيني وبين صديقاتي
وآذانها مغناطيس يلتقط كل حكاياتنا وأحيانا كنا نسميها الذاكرة الممتلئة ,
كلما نسينا شيئا كانت هي التي تقوم بتذكره ,
مهمتها الرد على الهاتف وأغلب المتصلين صديقاتي
كما كانت تنهي نقاشاتنا عندما تحتد ..

في الحقيقة لا أتصور حياتي بعيدا عنها
يعجبني فيها بأنها تحاول أن تكون اكبر من عمرها
ولا تنساق خلف ميول زميلاتها المراهقات كالاهتمام بالموضة والافتتان بأفلام الاكشن وقصات الشعر الغريبة كتقليد بطلات السينما الغربية أوالاهتمام بأعياد فلنتاين..
كل هذا لم يكن ضمن اهتمامها فتاة متزنة و محبوبة كنت أحس بأنها تستفيد من خبراتنا ولو إننا مازلنا نتوه في دهاليز الحياة وكل موقف جديد يمر علينا يدخلنا في دوامة الحيرة ..

وفي غمرة استعدادي للنوم المبكر في تلك الليلة وجدتني أسبح في بحر أفكار تلاطمني فيه الأمواج وتقذف بي على صخرة التساؤلات
ولأن الغد سيكون يوما حافلا ونقطة ارتكاز لكل أيامي التي مرت .
سوف أخوض فيه تجربتي الأولى كفتاة تبدأ حياتها المهنية بعد سنوات الدراسة ..

وفي أثناء هذا سمعت رنين الهاتف..هرعت إليه وكانت سعاد على الجانب الآخر لتذكرني بالذهاب إلى السرير مبكرا
تحدثت معي عن استعدادها ليوم الغد ..
بدأت تنصحني بأنه يجب أن يكون مظهرنا أنيقا ومرتبا فأغلب المقابلات تحسم نتائجها حسب الرضا وعدمه عن المظهر الخارجي وأن المظهر الجيد يضفي ثقة بالنفس ..
وضعت سماعة الهاتف وبدأ القلق يتصاعد إلى راسي ..

وهاجت وساوس كثيرة في مخيلتي , هدأت فجأة
لماذا اشغل بالي بكل هذه الأمور ؟ وان غدا لناظره قريب ..علي أن أنام ..
وفي الصباح استيقظت على أصوات السيارات التي تمر على الشارع الخلفي لمنزلنا الذي يقع في الجهة الغربية للسوق الشعبي المكتظ بالباعة ومحلات تجارية ومطاعم الاسماك المتخصصة بالوجبات السريعة ..
ارتديت ملابسي وشربت كوبا من الشاي ثم نزلت إلى الشارع لاستقل الباص إلى طريق يمر على المقر الرئيسي للمؤسسة
وعندما وصلت إلى المكان المنشود طفقت أبحث عن صديقتي سعاد ..
يبدو أن سعاد التي كانت تحثني على النوم المبكر مازالت تغط في نومها
كان هناك شخص ما مقبلا نحوي .. يا ترى من يكون هذا ؟
أقترب الشخص المجهول مني مسافة مترين وبادرني بـ
صباح الخير ..رددت عليه التحية وتظاهرت باللامبالاة لأني لم أر أي سبب لمجيئه إلي !
بدأت أوزع أنظاري إلى كل الاتجاهات
كأني أبحث عن شيء ضائع وليس لأني كنت أمارس هروبا من نوع آخر ,
قاطع حبل أفكاري قائلا :عمن تبحثين ؟
يا إلهي ..ما هذا الصوت الذي يحفر في الروح بمخالب السطوة وترتعد له الأركان بصداه
نظرت إليه باستنكار لجرأته وفضوله
وتأملته بشيء من الدهشة التي كادت تفضحني
ولا اعرف كهنها أهي استياء أم إعجاب !!
من يكون هذا الغريب ليفعل بي ما لم يقو عليه احد من قبل !!
وعندما أحكم تصويب نظراته إلى وجهي كدت أنسى كل الشيء ..كل شيء
المقابلة ..
وصديقتي سعاد التي تأخرت عن موعدها ..
وأمي التي تنتظرني على أحر من الجمر لتعرف نتيجة مشواري
و أختي صفية التي وعدتها بأن آخذها إلى شاطئ دورالي التي تم فيها افتتاح ميناء الجاف الجديد في منطقة دورالي على بعد 11 كيلوا متر إلى الغرب من الميناء باسكال الحالي ونفس المسافة من العاصمة جيبوتي , يتمتع ميناء درالي بمرافق تسمح له بمنافسة الموانئ الكبرى في المنطقة.
يبدو لي بأني غبت عن كل هذا ,, مؤقتا نعم ...مؤقتا هكذا وعدت نفسي
لولا أناقته العصرية لقلت بأنه اخترق جدار التاريخ كما أخترق ظله كياني ..ظله هو الآخر حي يتنفس وينزاح على الجدران ,أكسبها طلاءا يتجدد في كل نظرة أحسست فيها بوجوده حد دفء الشمس في نهار الشتاء ..
وربما كأنه أقرب إلى شخصيات قصص تاريخية ..ربما
(كنت ابحث لنفسي عن العذر وهل العذر يعفيني ؟..)
ملامحه الجادة أعطته هيبة و ثقة طاغية بالنفس...كل هذا أصبح واضحا !!
والذي لم يتضح لي حتى هذه اللحظة ما الذي يحدث و ..أين أنا؟
أخيرا.....
استطعت أن انسل من هذا الموقف بصعوبة
متظاهرة بثبات مصطنع لم يكن له أثرا منذ دقيقة واحدة وأنا تحت وطأة زوبعة نظراته
تمنيت ألا يعيد الكرة ..
حتما لن نتقابل ثانية ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات