مواضيع اليوم

روايات العهد القديم ساقطة علميا واخلاقيا تصحيح تاريخ فلسطين القديم

اوس العربي

2010-04-30 11:36:44

0

تصحيح تاريخ فلسطين القديم:
روايات العهد القديم ساقطة علمياً وأخلاقياً

مع الأسف جعل المؤرخون الغربيون الاستعماريون والمستشرقون الذبن يدورون في فلكهم وعلماء اللاهوت، تاريخ فلسطين في أواخر العصر البرونزي والعصر الحديدي، تاريخ بني إسرائيل بناء على أسفار العهد القديم، علماً بأنها أسفار كاذبة، والنص التوراتي نص مزيف وليس وثيقة تاريخية أو جغرافية، فكل ما ورد فيه مرفوض علمياً (تاريخياً وآثارياً) ومنطقياً.
فتاريخ فلسطين القديم هو جزء من تاريخ سورية القديم، وعلى الباحثين والمؤرخين أن يدرسوا هذه الفترة الطويلة دراسة علمية، رامين خلف ظهورهم التوراة وبقية الأسفار، لأنها ليست بمصدر تاريخي. وهنا نشير إلى نقطة مهمة جداً وهي محاولات المؤرخين الجدد في الغرب، مثل توماس طومسون (بروفسور علم الآثار في جامعة ماركويت في ميلووكي بالولايات المتحدة والذي طرد من الجامعة لكشفه الحقائق عام 1992 بعد نشر كتابه: التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي من النصوص الكتابية والآثارية)، وكيث وايتلام (اختلاق إسرائيل القديمة – إسكات التاريخ الفلسطيني)، فضح التزوير التاريخي الذي تم، وكيف غيبت الصهيونية والاستعمار تاريخ فلسطين الزمني والمكاني لصالح اليهود، والمشروع الصهيوني الاستعماري.. كما جرت محاولات عربية جيدة في هذا الاتجاه، كمحاولة د. زياد منى (مقدمة لتاريخ فلسطين القديم)، ومحاولة د. أحمد داود في كتابه (تاريخ سوريا القديم)، إلا أن د. داود نقل جغرافية التوراة من فلسطين إلى عسير في السعودية، كما فعل د. كمال الصليبي قبله في كتابه (التوراة جاءت من جزيرة العرب).
فنقل الجغرافيا يعني الإيمان بشكل ما بصحة النص التوراتي. والمشكلة هي مشكلة اختلاف حول مكان الأحداث.
ونحن نرفض النص التوراتي كنص تاريخي وجغرافي فهو مزيف مطلقاً ولا نقبل به.
وما فعله فراس السواح في رده على نظرية كمال الصليبي في كتابه (الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم)، يخالف العقل العلمي والبحث الموضوعي، فهو يريد التأكيد على جغرافية المكان في فلسطين، في الوقت الذي تعد فيه التوراة زيف وخداع، وهي خارج الجغرافيا والتاريخ..
فـأحمد داود يلتقي مع كمال الصليبي في المكان. وهو (أي أحمد داود) يلتقي مع فراس السواح في التاريخ، ولكن مع ضرورة تمحيص وغربلة الأحداث والشخصيات. بينما كمال الصليبي يسلم بصحة الأحداث والشخصيات.
وهنا ندين كل المؤرخين العرب الذين أرخوا لفلسطين القديمة من خلال ترجماتهم للمؤرخين الغربيين الذين ارتبطوا بالاستعمار الغربي أو تأثروا بالفكر الصهيوني. فلم يثبت أي دليل علمي على وجود بني إسرائيل في فلسطين، ولا بناء المملكة المزعومة في عهد داود وسليمان.. ولم تستطع كل البعثات الآثارية الغربية والصهيونية رغم تنقيبها المحموم في كل أرجاء فلسطين ولاسيما في القدس، أن تجد أي أثر - ولو قطعة حجر- يدعم نصوص الأسفار!! وقد أعلن كثير منهم يأسه، بل وأعلن بعضهم أنه لا دليل مطلقاً على صحة أحداث الأسفار على أرض فلسطين!!
كما نرفض نظرية السامية لأنها نظرية صهيونية استعمارية، فقد وضعها عالم لاهوت يهودي نمساوي اسمه شلوتزر في القرن الثامن عشر مع بدايات المشروع الصهيوني الاستعماري. فالشعوب القديمة كالفينيقيين والآراميين والكنعانيين... ليسوا بساميين وما هم إلا الأجداد الأولون للعرب والعربية الذين سادوا فيما بعد. ولم يكن لليهود أي تواجد بينهم. وما قصة سام بن نوح سوى خرافة توراتية لا غير، وكذلك التصنيف التوراتي لشعوب العالم القديم!!
إذاً نظرية الشعوب السامية ما هي إلا نظرية تافهة تبناها الاستعمار والصهيونية لإقحام اليهود بين شعوب المنطقة لتثبيت ادعائهم التاريخي.
أما بالنسبة للمؤرخين العرب القدماء كالطبري وغيره، فقد ارتكبوا أخطاء كبيرة، حيث اعتمدوا على أسفار العهد القديم ولاسيما التوراة (الأسفار الخمسة الأولى) وأحبار (علماء) اليهود، للتأريخ المفصل لحياة الأنبياء. وكانوا مقتنعين بوجهة نظر اليهود بأن الأحداث جرت في فلسطين، ولم يدرسوا صحة ادعاء الأسفار وعلماء الدين اليهودي.. ونحن لا نلوم جهلهم، فهم ليسوا بمؤرخين حقيقيين للتاريخ القديم، إنما كانوا نقلة أخبار. ومع أن ابن خلدون عاب النقل دون التمحيص إلا أنه هو نفسه لم يلتزم بذلك، وسار على مناهج الأقدمين كالطبري في الحديث عن تاريخ الأنبياء!!
إن خلط المشاعر الدينية والسياسية بالتاريخ، هو الذي أدى إلى كل هذه الأخطاء.. والتاريخ علم يستند إلى الحقائق والوثائق والآثار والمستندات.. فالتاريخ الديني للأنبياء القدماء زمانياً ومكانياً شيء والتاريخ العلمي شيء آخر في موضوعنا، ولا علاقة للمشاعر الدينية بالحقيقة التاريخية والجغرافية!!
لذلك كل ما كتبه المؤرخون العرب القدماء وعلى رأسهم الطبري، عن تاريخ الأنبياء على أرض فلسطين، هو غير صحيح!
لذا سنقفز عن التاريخ القديم المصاغ من وجهة نظر التوراة والعهد القديم. وعلى المؤرخين العرب المعاصرين أن يعودوا لدراسة هذه الفترة بالمعطيات العلمية معتمدين على الآثار، والنصوص السومرية والبابلية والفينيقية والمصرية والآرامية... ومهملين رواية العهد القديم الساقطة علمياً وأخلاقياً، ومهملين آراء المؤرخين الغربيين غير النزيهين.
ثم جاء الاستعمار الفارسي واليوناني فالروماني، وكانت فلسطين كغيرها من بلاد الشام إلا أنه جرى تزوير آخر لهذه الفترة، وصوّر وكأنه صراع بين اليهود واليونانيين، ثم صراع بين الرومان واليهود.. وهذه الفترة تحتاج أيضاً إلى إعادة كتابتها بالاستناد إلى الوثائق والمخطوطات والآثار..
فتاريخ فلسطين يجب أن تعاد كتابته وبدءاً من 2000 ق.م تقريباً وحتى القرن الأول الميلادي..
ومع القرن السابع الميلادي فتح العرب المسلمون فلسطين بعد انتصارهم على الروم وطردهم منها. ومنذ ذلك الوقت أخذت طابعها العربي الواضح، وانعكست عليها طبيعة الظروف السائدة في الدولة العربية... ويستمر تاريخها مع تاريخ العرب فيصيبها ما يصيبهم من انتعاش أو انكماش. إلا أن بعض الأحداث الهامة يجب الإشارة إليها كالحملات الصليبية الاستعمارية المتعددة. وقد تمكن صلاح الدين الأيوبي من تحطيم حملتهم الثانية في معركة حطين في القرن الثاني عشر الميلادي. والحدث الآخر متابعة الظاهر بيبرس معاركه مع الصليبيين، بالإضافة إلى صده الغزو المغولي وإلحاق الهزيمة بهم وإيقاف زحفهم باتجاه الغرب. وذلك في منتصف القرن الثالث عشر في معركة عين جالوت قرب "الناصرة".
ومع القرن السادس عشر استعمر بلادنا العثمانيون "الأتراك" مثل غيرها من الدول العربية وبقيت تحت سيطرته 400 سنة حتى قيام الثورة العربية 1916 خلال الحرب العالمية الأولى. فخرج منها الأتراك ليحل البريطانيون مكانهم.
وكلنا يذكر الاستعمار البريطاني ووعد بلفور 1917 حيث بدأت مرحلة جديدة تمهيدية للاستعمار والصهيونية، لإقامة الدولة الصهيونية على أرضنا الحبيبة. وهذا التاريخ الحديث مدروس بشكل علمي وهناك المئات من الكتب حوله.
جميل خرطبيل / نقلا عن موقع فلسطيني / www.falestiny.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !