روابط علماء لا شرعية لها
لا يوجد فرق جوهري بين [رابطة علماء المسلمين ] و[ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ] فالرابطة والإتحاد وجهان لعملة واحدة هدفهما خلق مرجعية تنظيمية إسلامية لكل حركة وجماعة تؤمن بتسييس الدين وشعاره الرنان الإسلام هو الحل دون اعتبار للعقول المؤمنة بشمولية الإسلام دون أن تغفل أسباب ووسائل التقدم والنهوض الأخرى , محاولة ستبوء بالفشل لأن هناك حركات وجماعات تؤمن بتسييس الدين وفق رؤى تختلف وتتقاطع مع رؤى الجماعات الأخرى فالحلم واحد قد تتفق تلك الجهات مع بعضها لكن كل جماعة تٌريد قيادة الأمة بنفسها وهنا إشكالية الاستبداد الفكري والجماهيري الذي تمارسه تلك الحركات مع جماهيرها ومع قياداتها المختلفة والمتنوعة ..
دعم جماعات الإسلام السياسي المتحركة على الأرض عملية صعبة تتطلب وجود تنظيمات ذات أذرع ومخالب تدعم شرعية أي تحرك تقوم به شخصيات منضوية تحت ستار تلك الجماعات سراً أو جهراً وتلك هي العلة الحقيقية لوجود تلك الجماعتين المعنونة بالإسلامية .
لا يستغربن أحد صراخ من ينتمي لتلك الجماعتين من تباكيهم على شرعية مرسي التي أسقطها الشارع المصري في تظاهرات استدعت تدخل الجيش لحماية الشعب وثورته التصحيحية , فالشرعية ذات الأربع أصابع بمصر حقيقية في نظرهم لأنها ولدت من رحم جماعة الإخوان المسلمين وليس من رحم ثورة 25 يناير , ولأن سقوط تلك الشرعية يمثل سقوطاً للإسلام السياسي الذي طالما حلم به المؤسسون الأوائل لحركات الإسلام السياسي عبر التاريخ القديم والحديث , المنتمين لتلك الرابطتين ولمدارسها وحركاتها السرية يتباكون على الشرعية بمصر يرفعون راية محاربة الاستبداد وفي ذات الوقت يقلدون أنفسهم مناصب لم يستشيروا فيها أحداً حتى من داخل المنطقة الفكرية والأدلوجية الواحدة , فالمؤيدين كثر سواءً كانوا مخدرين بمخدر الشعارات أو مؤيدين متحمسين مندفعين بلا عقل لم يتم استشارتهم ولم يؤخذ رأيهم فأين شعار محاربة الاستبداد والشرعية إذاً , وهنا تساؤل ما هي المعايير المؤهلة لنيل شرف الانضمام لتلك الجماعتين .
تقول الجماعتين أنها تمثل علماء المسلمين بينما في الحقيقة لا تمثل أحداً لأن من شروط تمثيل الأمة الانتخاب وفق أليات وبرامج معينة أو الإجماع في أسوأ الحالات ؟, ولو كانت تملك الشرعية لكانت فروعها غطت أرجاء العالم , لكن شرعيتها مكتسبة من دعم مدرعمين صغار وشخصيات نصبت نفسها لأن تتحدث باسم الإسلام وتدير في الخفاء أيادي تسعى لتحقيق حلم مات منذ عدة قرون حلم الخلافة الإسلامية الذي أقل ما يقال عنه أنه حلم يحاول البعض إعادة إحياءه دون أن يٌطلق للعقل عنان التفكير لأنه لو فكر لتوصل لحقيقة لا غبار عليها وهي أن الخلافة الإسلامية نشئت بحقبة لها ظروفها ومن الجهل والغباء التفكير بذلك الحلم الذي لن يتحقق في عصرنا الحالي , فالأولى التفكير بتحقيق تعاون وتكامل اقتصادي بين الدول وليس التفكير بهدم الكيانات ونشر الاستبداد بدعوى مصلحة الأمة .
تعاون العلماء وتحقيق وحدة الرأي أمر مطلوب شريطة أن يكون تعاونهم فيه خير للدين والدنيا , تعاون مستقل لا ينال من أحد ولا يسوق الدهماء إلى الإتباع والانقياد بجهل أو بتخدير , وشكل تعاون الخير يكون بإعادة النظر في أراء وفتاوى من الضروري إعادة النظر فيها تحقيقاً للمصلحة العامة وانسجاماً مع متطلبات العصر وضرورات الحياة فالإسلام صالح لكل زمان ومكان وصلاحه مرهون بصلاح علماءه قبل صلاح العامة !
الأمة ليست في حاجة لوجود مثل تلك الجماعات والحركات والجمعيات والروابط التي لم ولن تحقق شيئاً سوى تكريس مفاهيم ونظريات تسييس الدين وزرع الحركية بعقول مدرعمين باتوا في مواجهة حراك المجتمعات يتم تحريكهم بضغطة زر من قبل أية الله الشيخ المتصدر عن الأمة !!
وجود مثل تلك الروابط والجمعيات بشكل غير شرعي دليل على وجود مشكلة بأمة تتفاخر بماضيها أكثر من تفكيرها بمستقبلها مشكلة أساسها واحد وفروعها متعددة إنه الجهل والتعصب الأحمق الذي أتاح لتجار الدين البروز والظهور على أكتاف الناس ...
التعليقات (0)