رموز وطنيه ...!!؟

رموز وطنيه...!!؟

دائما ما يترددعلى مسامعنا، إن فلانا من السياسيين رمز وطني، أو هؤلاء القادة السياسيون رموز وطنيون؛ ولا نعلم بحق أو بغير حق تطلق هذه الأوصاف، لأننا بالحقيقة لم نلمس لحد الآن بعد ست سنوات من التغيير أي ممارسه تنم عن وطنيه توحي بأن هذا السياسي أو ذاك رجل الدين رمز وطني وتنطبق عليه الصفات ، تكاثرت علينا الرموز الوطنية بفضل المتملقين للأحزاب والتيارات وذوو المصالح الخاصة، حتى فقدت ألكلمه معناها ، وأصبحت تطلق كتقليد بروتوكولي شأنها شأن أي صفه إداريه أخرى ،خاوية من أي روح باردة كجثه ، والغاية خلط الأوراق وتضييع المعنى؛ كي لا يحاجج احد عن مستحقات هذه الصفة ومسؤولية من يوصف بها تجاه استحقاقاتها، وخصخصة الأسماء والرموز لاحتكار الوطن والوطنية ولو شكليا ..قبل أن نلج شرح صفات الرمز الوطني (الكارزمه ) أو الرموز الوطنية ؛ لابد أن نعرف ما هو الوطن وماذا تعني الوطنية ، حيث إن تكرار هذه الجمل والكلمات يوميا بمناسبة أو غير مناسبة أضفى عليها غموض لم نك نعهده فتداخلت الاجتهادات والتعريفات من هذا الطرف أو ذاك حتى أصبحت شيء مبهم وأضحت من الاستهلاك حتى اغفل معناها ..
ما هو الوطن ؟ وما المواطنة؟ وما هي حقوق المواطن في وطنه ؟
عندما كنا تلاميذ في المرحلة الابتدائية كان معلم مادة التربية الوطنية يلزمنا بحفظ تعريف ماهو الوطن كامتحان نهائي وكتحضير يومي وواجب بيتي، ويا ويل من يتخلف عن حفظه عن ظهر قلب ، وكان التعريف بسيط يتألف من تسع كلمات :(الوطن هو بقعة الأرض التي نعيش عليها وله حدود ثابتة) وينتهي الدرس ونتفرق وحدان وزرافات، لنكتب هذا التعريف على الجدران وعلى الأبواب ..ولكن يبقى السؤال عبارة عن فراغ كبير لم تعنا عقولنا الصغيرة الطرية آنذاك عن مغزى هذا التعريف المقتضب وأسئلتنا تبقى دون إجابات حتى كبرنا؛ فينا من أهمل البحث عن إجابات؛ وفينا من كافح ليستحصل على الجواب المقنع عن ماهو الوطن ولكن أيضا دون جدوى، فلا من مجيب ولسان حالنا يقول: إذا كان الوطن مجرد بقعة ارض نتخذ فيها مقاما لنستقر؛ ففي وسع كل منا أن يجعل من أي بقعه وطنا ؛ وإذا طاب له البقاء فيه والاستقرار دون أن ينتمي إليها بالولادة أو يدين لها بالولاء ؛ في ضوء مفهوم كهذا للوطن تكون خيمة البدوي اخف الأوطان !! ولكن عندما تكون الأرض رحما حمل بنا وأنجبنا ورضعنا ملحها ومائها ؛ ونكون نحن البذور التي لقحتها الريح بذكورة الهواء حينها يكون للأرض استحقاق الأم علينا، شئنا ذلك أم أبينا ..ولكن السؤال الذي لطالما ارقنا هو هل يبقى للوطن استحقاق على مواطنيه إذا حرموا فيه من ابسط حقوق مواطنتهم ؟
الكل يطالبنا بالولاء والانتماء هذا ديني، وهذا مذهبي وهذا عرقي ولا يقبلوا منا ماهو اقل من التعصب لهذا اللون أو ذاك، والاحتباس في قوقعته ؛ الكل يسلط على رقابنا سيف (ديموقليتس)ويفرقع في وجوهنا سوط الحوذي؛ الكل يريد أن يضع سرجه على ظهورنا ولجامه في حلوقنا كالخيول ليوجهنا إلى غايته وما إدراك ماغايته!!؟
والأرض التي أنجبتنا صامته لاتطالبنا بشيء ولا احد منهم يذكرها أو يتذكرها مع إن الجميع يطالب بالوصاية على ثرواتها ويدعي انه منها وهو حاميها !!؟فهل يجوز لنا أن نجعل من قومياتنا وقبائلنا وأدياننا ومذاهبنا وطنا بديلا عن الوطن الأم ؟ هذا السؤال يجب أن يجيب عليه كل من يدعي انه رمز وطني ويتفرد بهذه الصفة!!
أحزاب وتيارات وحركات كثيرة بعدد مصائبنا انبثقت بعد نيسان 2003 وجرده حساب مراقب محايد ينتمي لهذه الأرض صميميا ؛حيث رحل الراحلون وهو باق ؛هرب الهاربون وهو رابض كنخيل الفرات يعض إصبع أسف ،لما الم بأمه التي تكاثر عليها البغاة؛ و سرقها السارقون وهو يهش بعصاه الذئاب المسعورة دون جدوى، النتيجة أم ثكلى هزيلة تندب أبنائها ولا من مجيب..لا ادعي إذا قلت إن الساحة السياسية حاليا تخلوا من رموز وطنيه ماخلا بعض ممن يصرخون في جوقة عرس صاخب فلا من سامع ولا من مجيب؛ قليلي الإتباع مهمشين لأسباب إيرانيه إقليميه ، كون هذا البلد يجب أن يبقى دون رموز حقيقيون ..يجب أن يحكم بعصا مليشيات وأحزاب طائفيه كل همها تصفية الخصوم والسرقة والسطو؛ يجب أن يبقى تحت وصاية المرجعيات ويعود لزمن الحريم والتحريم !! حدوده مستباحة لكل طارئ ومهرب..ومن يطاله قانون العالم فالملاذ الآمن إيران ، اقتل ، اسرق ،اخطف وأفعل ما يحلو لك الملاذ الأمن من العقوبة إيران معززا مكرما ترفل بلرعايه والاحترام هناك تحل ضيفا على( الجمهورية الاسلاميه) ..ليس من صفات الرمز الوطني أن يقتل شعبه أو يسرق وطنه ،أويكون بولائين دون وطنه .. ليس من صفات الرمز الوطني أن يفرق بين أفراد شعبه طائفيا أو عرقيا وثقافيا ،وليس من صفات الرمز أو الرموز الوطنية قلع عيون معارضيهم بالملعقة أو تكسير أرجلهم وأيديهم وأضلاعهم (بهنكلانة ألزهره).. الرمز الوطني لايوجه إتباعه الجهلة والأميين من مليشيات وعصابات بحجة الدين والدعوة والأمر بالمعروف لقتل النساء وترويع العوائل الامنه ..أين انتم من عمالقة بالوطنية سجل التاريخ لهم ملاحم وطنيه خدمه لشعوبهم وتستذكرهم الأجيال ممتنة لهم ومبعث فخر لما أسسوا لرفاهية واستقرار شعوبهم وصورهم حفرت في القلوب قبل الجدران.. أين انتم من فرسان بالوطنية كان لهم الدور في نقل مجتمعاتهم من حال الخنوع والفوضى والتناحر فيما بينهم إلى حال الظفر والسؤدد لشعوبهم..التاريخ حافل بهذه الشخصيات التي يحترمها عدوها قبل الصديق..اقرءوا التاريخ ، ولكن حسبنا إنكم تقرءوا لأنكم ببساطه عقول تحجرت وأعماها حقدها والانتقام والطمع ..الوطنية شعور أنساني بحجم الوطن ومن لم يختلج قلبه بهذا الشعور لن يكون له قلب إنسانيته بحجم الكون..!!؟

صادق البصري
15/8/2009