مواضيع اليوم

رموز من ورق !

عبدالسلام كرزيكة

2009-05-07 16:05:38

0

فِ ي حياة كل منا (شخصية قدوة) تساعده على شق طريقه متخذا من تلك الشخصية خارطة له بحكم تماشيها مع طموحه أو حتى ميولاته......والآباء أول نماذج من تلك الشخصيات (القدوة)...فمتى كانت قوة الآباء كبيرة ، كانت قوة الأبناء أكبر...وفي حال ما لم يكن الأب قويا بحث الإبن عن نموذج أقوى من أبيه يتخذ منه قدوة....وهنا يتحدد للإبن مسارين : إما أن يتخذ له قدوة صالحة ناشئة على أسس فاضلة ، وإما أن يتخذ له قدوة فاسدة بحكم أنها تقتل له الوقت وتُنسيه فشل أبيه ....!

وأتساءل هنا هل يُدرِكُ آباء (القرن الحادي والعشرين) هذه الفكرة (الأساسية) في تنشأة الأجيال،التي تعتمد عليها الأمة لنُهوضها وتقدمها ؟! ....في المجتمعات الأخرى أعتقد بوجود قدرة الإدراك المناسبة (لتطوير الذوات) وإلا لما تقدموا وتخلفنا عن ركبهم.

فالقدوة (رمز) لشيأين : إما للتطور والرقي ، وإما للتخلف والإنحطاط....وفي عصرنا أصبح للشاب (العربي) قدوة لاتمت لمجتمعه أو لعقيدته بأي صلة....والأكيد أن الواحد منا لوأجرى عملية إستفتاء عشوائية في الشارع ، يسأل التالي : من هي قدوتك في الحياة ؟..لوقف مذهولا من الإجابات التي تبعث على الرثاء في نفس الوقت الذي تجعلك تغلي...؟!

هذا هو واقعنا (العربي) بكل أسف...هذا يقول : مايكل جاكسون ، وذاك : بطل مسلسل (أجنبي)تافه..وتلك تقول :ممثلة متعرية ، والآخر : قدوته من جنسٍ آخر...؟.!..ولا أحد (في الغالب) سيقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو حتى صلاح الدين من الزمن القريب ، بل الأقرب منه زمن عمرو خالد أو أي داعية آخر؟!....هو الواقع والله أن يرى الأب إبنه يضع (حلقة) في أذنه أو أنفه...ويرى إبنته نصف عارية فلا تتحرك فيه النخوة ، وكل ذلك لأنه يعلم في قرارات نفسه أنه لم يتحمل مسؤوليته كاملة في أن يكون قدوة أو حتى بأن يدل أبناءه على قدوة أحسن منه كأضعف الإيمان..؟!

لهذا أصبحنا متشبهين بالأمم المتقدمة علينا دون غربلة لما نأخذ منهم وما ندع لهم....فكان أكثر من إتخذناهم منهم قدوة لنا لا يتعدون كونهم رموزا من ورق ..و أن رموزنا(التي تركناها) هي الأصل والمعدن النفيس.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات