مواضيع اليوم

رموز السياسة في العراق :: ولعبة شد الحبل

صفاء الهندي

2013-07-25 21:15:11

1

 تجاذبات - خطابات وأرباكات - شعارات وتصريحات - تهديدات وتحديات - مد وجزر - إتهامات - أعذار وتبريرات - مخططات - مؤامرات - من الحكومة ومن ذوي السلطة والنفوذ كلها أدوات اللعبة السياسية والشعب العراقي المسكين واقع في وسط هذه اللعبة ، ولم يلتفت أحد للدولة وما تمر به البلاد من مظالم ولم يرمش جفن من هم أكثر المسؤولين عن شؤون العراق والأمة الأسلامية مسؤولية وتصدي ؟ وإن كانت هناك صيحات قوية لازال يطلقها أهل الأصلاح ودعاته لم تصل بعد الى مستوى التأثير الروحي والوطني في ضمير المجتمع العراقي ، في أسوأ صمت تأريخي على الأطلاق ستحاسبهم عليه الأجيال بالأضافة الى الحساب العسير غداً بين يدي الباري ( تعالى شأنه ) لأن الصمت والسكوت يعبر عن التقرير والرضا والقبول الكامل والمصادقة على الطاغوت وكل ما يترشح عنه ( كما هو في مصادر التشريع ) بما لايجوز الأحتكام الى الطاغوت فضلاً عن الأيمان به ، وما الوقائع والحوادث الجسام والنوازل التي تحل يومياً على العراق والعراقيين من قتل وتقتيل وسفك دماء بريئة وفشل سياسي وأجتماعي وإقتصادي الذي تمر على الشعب !! إلا صورة واضحة من تلك الصور المؤلمة المقيتة المعبرة بشكل آخر عن الأستهانة والأستبداد والأستخفاف بالعراقيين وحقوقهم المسلوبة ، تلعب الآن التيارات والأحزاب المتنفذة المرتبطة مع السلطة الحاكمة أدواراً " مغناطيسية متفاوتة بهدف " تنويم " الشعب عن الثورة وأمتصاص غضبه من النهوض وتأجيلها الى أجل غير معروف من خلال " أيهام " المجتمع العراقي " والأيحاء " له في لعبة " شد الحبل " بعدم رضا بعض هذه التيارات عن الحكومة وأنها سوف تعمل على إبعاد الحكومة ومؤازرة الشعب في مطالبه " مهزوزة " عبر إطلاق " التهديدات " وأنها الممثل لأرادة الجمهور العراقي ، تناست هذه الظاهرة أن الشعب يعرف ويعلم جيداً : أنها السبب الرئيسي في تسلط هذه الحكومة ( كما إعترفت هي مؤخراً ) أنها تشكل ما نسبته " الثلث " البرلماني لهذه الحكومة !! فإن دل فإنما يدل على شراكة سياسية مع الحكومة وما يترشح عن هذه الحكومة ، ومدى الأستخفاف بالشعب وإرادته لا تخلو من مكر سياسي واضح للعيان ، ومع إستمرار تجويع الشعب وسرقة أمواله وقييده وتكميمه ونهب ثروات البلاد من قبل هؤلاء المتملقين و " المتمخزنين " فإن وقت انتفاضة الشعب لم يعد بعيداً وأنها تلوح في الأفق .

المطلوب الآن من دعاة الخلاص والحرية : تفعيل دورهم الستراتيجي المهم الذي تلعبه هذه الشريحة في أيجاد " المخرجات " وتحشيدها وتعبئتها في المجتمع بشكل واعي معرفي وأستنهاض روح التحرر ونشرها في أوعية هذا المجتمع ، بما يتطلب الأنتقال من مراحل ثقافة " التنظير " الى ثقافة " الأنجاز " على أرض الواقع والنزول الى الميدان والتحرك الفعلي ، ويكون سقف الطموح لا حدود له بكل إخلاص وأمانة وتفاني وأيثار وتضحية وعمل دؤوب وتظافر الجهود من أجل النهوض بهذا الواجب الأنساني والوطني ، بهذه الثقافة يحتاج الشعب العراقي الى ثقافة من نوع آخر يحتاج الى تربية ووعي وتقييم خاص ... أنه يحتاج الى ثورة على نفسه اولاً بعد أن أصبح المواطن العراقي خاصة يتسم : بالخنوع والخذلان والتهاون والأستسلام ، وذلك بسبب ما أُرتكب في حقه من أخطاء ومظالم جسيمة على مدى عقود طويلة ! حتى وصل به الحال الى التعايش والتطبيع مع الصمت والركود ، كذلك بسبب إهماله من الحكومات المتعاقبة في تبني برامج إقتصادية وعلمية وثقافية ومشاريع تنموية تنعكس عليه وتتناسب مع أوضاعه المحلية ، وليس الأستجابة منه فقط مطلوبة لحلول مشترط عليه مرورها من قبل منافذ سلطة معينة ، من هنا وجبت ثورة الأنسان العراقي على نفسه ومحاسبتها أولا قبل الشروع والسلوك بطرق التغيير كحاجة وضرورة ماسة نحو الأصلاح ! بعد أن عاش مدة طويلة وظل فريسة ضغوط النُظُم الظالمة ولحد الآن ، مع ثبوت فشل النظام القائم والتيارات والتوجهات الأخرى المرتبطة معه في الحكم ! ومع قدوم رياح الثورات التي ستعدل الأوضاع لأنتهاج الواقعية سبيلاً للتعامل مع قضايا الوطن والمواطن على السواء وهمومه الحقيقية ، وأبعاد ذوي المصالح والمطالب " الفئوية " وتكون هناك " رؤية " حقيقية أبعد في النهوض بعجلة تنمية واقع الشعب العراقي وعليهم أن يعوا ويفهموا : إذا كانت " الديمقراطية " تسمح بالأحتجاجات ( وهذا أمر مشكوك به ) تعبيراً عن الأعتراض !! فإن هذا لا يعني رضوخ السلطات لصوت " الشارع " إذا كان الشارع ليس لديه القدرة على أن يحتمل قرار السلطة حينها بالتصدي لأرادة الشارع ! ومع هذا التجبر والتسلط يصبح تصدي السلطة لأرادة الجمهور أمراً مفروغُ منه ، إن الحرية هي الشمس التي يجب ان تشرق فى كل نفس فمن عاش محروماً منها عاش فى ظلمة حالكة ولا سبيل الى السعادة فى الحياة الا إذا عاش الانسان فيها حراً طليقاً ، ولا نعني هنا بالحرية على الأنماط الغربية ! بل الحرية بما يحفظ للأنسان كرامته وأنسانيته ومعتقده وحريته في التعبير عما يهمه ، وبما يحفظ له حقه في العيش بسعادة ورفاه ، كما من حق الشعب أن يعرف تاريخه ، وله ايضا الحق في العيش الكريم ، والحق في الاستفادة من ثروات البلاد التي لم ينتفع وحُرم منها أغلب الناس ، والحق في العيش الآمن ، والحق في الدفاع عن قناعاته وأفكاره وإعلانها بكل صراحة وجرأة ، والحق في اختيار من يراه أهلا لتمثيله... وإذا نال الشعب هذه الحقوق التي ستتحول بفعل الزمن والوعي : إلى واجبات وثوابت ومسلَّمات ، فإنه سيميّز حينها بين حقائق التاريخ وبين ألاعيب ومكر السياسيين ، ولتجنب السياسيين منح شعوبهم لكل هذه الحقوق يلجأون لاساليب الخداع والتخدير وبالتالي يرفعون عن انفسهم عناء ما وعدوا به شعوبهم .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم

صفاء الهندي  

 

 

 




التعليقات (1)

1 - العراق واسط

حسين العراقي - 2013-07-26 07:50:40

عندما تحدث احد رجال الدين عن ارادة الشعب التونسي والشعب المصري واصرارهم على التغيير الى الافضل وعدم التراجع من ميادين الاعتصامات والتظاهرات وقارن بينهم وبين الشعب العراقي او غالبية الشعب العراقي في عدم القدرة على الصمود وتحمل حرارة الصيف اللاهب او برد الشتاء القارص من اجل انتزاع على اقل تقدير الخدمات الاساسيه من الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق وعدم وجود قيادات واعيه تتصف بالوطنيه الحقة قامت الدنيا ولم تقعد على هذا الشيخ ولكن من خلال التجربه ومرور الايام ثبت ان كلامه صحيح وعين الصواب شعبا يرضخ عند اول ضربه ويسيل لعابه عند اول اكراميه من الزعماء (اذا الشعب يوما لا يريد الحياة فلن يستجيب القدر)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !