اقتربت الثورة السورية من نهاية شهرها الخامس ولا زالت آلة القمع والقتل والتدمير الوحشية تذيق الشعب السوري الأمرين، وتقتل الأطفال وتغتصب النساء وتعتقل الشباب، وتقتلع حناجر المغردين بالثورة، وتهين الكهول، وتهدر الكرامة الإنسانية وترُحِّل الناس من بيوتهم، وتشُرِّدهم داخل بلادهم وخارجها، وتدمِر البيوت وتحرِّق الدراجات، وتكُسِّر أجهزة الحاسوب والجولات، وتسرق كل نفيس تقع أعينهم عليه، لا لشيء إلا لأن الشعب السوري الذي رسخ تحت نير هذا النظام المجرم طيلة أربعة عقود من الإجرام والكبت والتنكيل؛ قال له ما عدنا نخافك ولا نحبك، ولو قتلت منا من قتلت أو عذبت منا من عذبت.
اقتربت الثورة السورية من شهر رمضان الفضيل والنظام المجرم القاتل لا زال مصراً على إظهار وحشيته أمام هذا العالم الصامت صمت الأموات والمستلذ بمنظر الدماء، والفرِح بهتك الأعراض، فدخلت قوات المجرم الأسد مدن سوريا جميعها وبكل الجنود والعتاد والآلات في خطوة استباقية قبل دخول الثورة شهر رمضان، لسحق إرادة هذا الشعب الأبي الذي لم تخفه قبضة هذا المجرم طيلة شهور الثورة الخمس، فبعد أن أعلن عن منعه لصلاة الفجر وصلاة التراويح في المساجد وحرمها، صب اليوم حقده وغله على مدن حماة ودير الزور ودمشق وغيرها، وقتل العشرات وأصاب المئات، ولكن الشعب كان مصراً إلا يعود إلى منزله إلا بعد أن يحقق الله على يده النصر ويسقط هذا النظام الإجرامي الفاشي اللإنساني.
وستدخل الثورة السورية في هذا الشهر الفضيل بإرادة أقوى مما سبقها، وستسحق كل محاولات المجرم الأسد لكسر هذه الإرادة، لعل الله أن يمن على الشعب السوري بنصر قريب في هذا الشهر المبارك على هذا النظام الذي فقد كل شيء، ووضح أنه نظام إجرامي وحشي لا أخلاقي، ويجب على أهل سوريا أن يستغلوا هذا الشهر بزيادة الضغط على هذا النظام الآيل للسقوط، والذي بات يتخبط في ساعاته الأخيرة، بعد أن عجز عن كسر إرادة الشعب الثائر، وبعد أن فشل في زرع الفتنة بين أبنائه، حتى يُرهق ويُزهق.
ومن ثمرات الثورة السورية: أنها عرت أكاذيب نظام سوريا الإجرامي الذي ظل لسنوات طويلة يدعي كذباً أنه نظام صمود ومقاومة ومعاداة للصهاينة، فعملت على فضحه وكشفت عمالته وأكدت أنه لم يكن سوى حارس حدود للصهاينة، ولأول مرة يعمل الصهاينة على إقامة جدار عازل في الجولان بعد أن باتوا يدركون أن هذا الحارس الأمين في طريقه للسقوط، وهذا ما أكد عليه تصريح المجرم مخلوف بأن أمن سوريا من أمن الصهاينة.
ومن ثمراتها: أنها فضحت هذا العالم الكاذب – الذي يدعي المثالية – وأنه ليس جديراً بأن يحقق العدل والحرية للدول الأعضاء فيه، بل أكدت أنه متآمر على الشعوب، ومساند لحكوماتها المجرمة، ولذا يجب أن يكون مطلب الشعوب جميعا الانفصال عن هذا النظام المجرم المقر لشرائع الغاب والبقاء للأقوى، وإنشاء دول وليدة تحكم الإسلام وتجعل منه القانون الوحيد للدولة، وتخلق دولا تنبثق دساتيرها من تعاليمه وتحقق العدل وتقيمه بين الناس، وباعتبار أننا قد جربنا كل هذه الدعوات ففشلنا، فلماذا لا نخطو هذه الخطوة التي كان يجب أن نخطوها منذ زمن بعيد، وعار علينا كل العار أن ندعي أننا مسلمون ثم نترك الدعوة لتحكيم شرائع الإسلام فينا، ونجري خلف دعوات لم تجر علينا سوى الذل والهوان!!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)