مواضيع اليوم

رمضان وشهية الاحتيال..شركات الهاتف النقال انموذجا

صادق البصري

2009-09-17 05:00:45

0

رمضان وشهية الاحتيال.. شركات الهاتف النقال أنموذجا

 


هناك مثل شعبي بغدادي شائع يطلق عادة على أمر فيه من التعقيد والحيرة مايربك من يتصدى لفهم أسباب مشكلة ما..
أو قضيه مستعصية ، ويقف عاجزا عن الإتيان بأي حل مرض .. ويقول المثل في هكذا أوضاع (شليله وضايع راسهه)
نعم الكل يعربد ويزبد، الكل يفتش عن مصالحه الذاتية والخاصة ، الكل يبتدع القوانين التي تنسجم مع ما يرتكبه من سرقات ولصوصيه وقانون (حارة كلمن ايدو الو) شائع، حلاله حلال وحرامه حرام حسب ماتقتضيه نوازعه ومراميه..
اعتاد هاتفي النقال فيما مضى على الصمت طوال النهار ، ولم يشأ أن يرن عادة إلا في حالات الإخبار السيئة كموت أحدا ما، أو مرض أو فاجعة ألمت بأقرباء،أو تلك الإخبار التي لااحب سماعهامطلقا، أو الظرورة القصوى التي لاتنم عن إخبار مفرحة بكل الأحوال ،لاسيما وأنه لم يألف الإخبار السعيدة منذ حلوله في جيبي، ولا أذيع سرا إذا قلت إني أكون أكثر اطمـأنان إذا ما أكرمني بصمته ، وكنت إذا أردت معرفة إني لازلت على ألشبكه كمشترك أومأت لزميلي في العمل أن يطلب رقمي وما أن يرن بنغمته الجايكوفسكيه اعرف إني لازلت على ألشبكه ..دخل علينا رمضان هذا العام وهاج هاتفي النقال أيما هيجان يهتز ويصهل ؛كل نصف ساعة رسالة، من يبعث لي هذا الكم الهائل من الرسائل سئلت نفسي، ولأني يائس تماما من ورود رسائل من أصدقاء أو أقرباء حيث إن الكل يلهث في هذا الزمن المتسارع ، ولا وقت لرسائل مودة أو اخوانيات، ولانني لست من رواد التهاتف الليلي الساهر، أو النهاري أو الدردشات التي لاطائل من ورائها، لغو ومضيعه للوقت وهدر للمال، تجمعت الرسائل في هاتفي بكثرة مما اضطرني أن افتح تلك الرسائل فكانت كما يلي:
. رمضان كريم شارك معنا تربح 1000$ (علي الدهوي رئيس تنفيذي لشركة زين العراق)
. ربحت سجل اسمك بانتظارك 5000$ ألليله شارك تربح لديك 20 نقطه أرسل رسالة على...
. رمضان أحلى أرسل على....تربح جوائز قيمه من شركة زين قبل أن يحل الليل شارك
. ممتاز لقد ربحت بالقرعة أرسل رسالة وفيها اسمك لقد ربحت تنتظرك سيارة رمضان يجمعنا
. قبل أن تنتهي السحبة أرسل رسالة على ....لتربح الليله وتنام قرير العين!!...رمضان علي الدهوي شركه زين...!!
وهكذا كل رسالة بدولار وتخيل مايسرقه هؤلاء اللصوص من جيوب الجماهير المليونية التي تحلم وليس لها سوى تحقيق الأمنيات بالأحلام وعلى حد قول علماء النفس إن الأحلام ماهي إلا تحقيق رغبات مكبوتة في اليقظة!! هكذا وصل الحال بنا أن أصبحنا أضحوكة علي الدهوي وشركات الهاتف النقال وزين المغفلين ..اذكر إنني كتبت رسالة مضحيا بدولار من رصيدي ضانا إن احد ما من الشركة سيجيبني ليبرر هذه الفورة وشراهة هذا الكم من الرسائل المزعجة!! وكان فحوى رسالتي أن أفرغت غضبي مذكرا الشركة بأساليبها اللصوصيه المكشوفة وإفراغ جيوب المشتركين بوسائل مفضوحة لاتليق إلا بمافيا السطو والتسليب بطرق الكترونية ؛ بعد دقيقه جاءني الرد : رمضان كريم ممتاز لقد ربحت رمضان كريم شارك أكثر أكثر لتربح!!! الايوجد من يردع هذه الشركات المافويه هل استعصى على الحكومة سن قوانين تحد من جشع واستغلال واستغفال هذه الشركات للناس !!؟ من يدري ربما هناك نسبه ما لوزير الاتصالات أو هي محاصصه أيضا مع هذه الشركات بين الأحزاب لتقاسم موارد الربحية!! كل شيء وارد في زمن الفوضى ألخلاقه!! ربما هو اختراع طرق جديدة للسرقة بعيده عن المسؤولية الحكومية بعد أن اكتشفت الطرق القديمة بالاختلاس والسرقة في بلاد العجائب ،أو هي كما قال المثل البغدادي( شليله وضايع راسهه)..؟
وأنا اكتب هذه السطور رن هاتفي مؤذن برسالة جديدة :
العيد قادم كن الرابح المحظوظ 21000$ مازالوا في انتظارك أرسل ألان اربح إلى ....وأحصل على 500 نقطه مكافئه لك وأحتفل بالعيد ربحت ... زين العراق 16/9/2009!!!؟..هكذا حكم علينا ان نعيش بين (المتطهرين).

 

صادق البصري
16/9/2009
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !