المقاطعة ثقافة الشعوب الأبية وسلاح الشعوب الحرة استخدمته كل الشعوب الحرة في كل زمان ومكان من أجل مناصرة قضاياها والتأثير في قرارات عدوها المتربص بها أو على الأقل جعله يراجع حساباته في تعامله معها.
والمقاطعة ثقافة أي شعور ووجدان وسلوك يقوم به أفراد الشعب بشكل تلقائي دون تفكير إذا تعرض يوما إلى امتهان كرامة أو سلب حق من الحقوق أو دوس على المقدسات واستهزاء بها.
ولا يستطيع الشعب القيام بها إلا إذا تغلب على شهواته وخرج من عاداته ومألوفاته وأصبح عنده القدرة على الممانعة لا تستهويه شهوة أو تستبد به سلعة مهما كانت ضرورتها فضلا عن أن تكون أمرا استهلاكيا تافها يمكن أن تستمر الحياة بدونه.
ورمضان يغرس فينا هذه الممانعة بما يدربنا على الصبرعلىالحرمان من ضرورات الحياة من طعام وشراب وقضاء وطر فترة طويلة مع ما يصاحب ذلك من تعب وإرهاق نتيجة الارتفاع الشديد للحرارة كما يدربنا على تغيير العادات والسلوكيات دون أن يحدث ذلك إرباكا للحياة أو توقفا لها مما يجعلنا ندرك أننا قادرون على الممانعة والصبر والمقاطعة لكل ما يسيء لنا من سلوكيات أو أشخاص أو دول أو هيئات أو مؤسسات دون أن نفنى أو نهلك .
فلنتعلم من رمضان ثقافة المقاطعة ولنغرسها في نفوسنا ونفوس أبناءنا ولنحسن استخدام هذا السلاح الفعال في مواجهة شياطين الإنس والجن المتربصين بنا.
التعليقات (0)