مواضيع اليوم

رمضان في بلاد الاغتراب:1

مهند الموسوعة الحرة

2010-08-23 17:23:11

0

رمضان في بلاد الاغتراب:
تختلف العادات والتقاليد وطبيعة الحياة خلال شهر رمضان المبارك من بلد الى اخر،ولكن يبقى الجامع الاكبر هو صوم الشهر المبارك والتقيد بأحكامه الشرعية والتي تدخل في تكوين عادات وتقاليد متوارثة تنتقل عادة بين الاجيال كافة.
من هذا المنطلق تتكون لدينا بديهية معروفة وهي ان ظروف عادات وتقاليد شهر رمضان المبارك في بلاد الاغتراب او حتى البلاد التي تتواجد فيها اقليات مسلمة كبرى مثل الهند او روسيا او الصين الخ،تختلف بدرجة معينة من الاختلاف مع البلاد الاسلامية،ويعود ذلك الى اسباب عديدة اهمها ان العيش في بلاد الاغتراب يكون ضمن مجتمعات اما متعددة الثقافات والديانات مثل امريكا الشمالية واستراليا او تكون فيها ديانة محددة سائدة على شعب ما مثل المسيحية في اوروبا والهندوسية في الهند،مما يعني ان الاختلافات تكون بدرجة معينة لا تتساوى بين جميع بلاد الاغتراب ولكن جاءت متكيفة مع الوضع الجديد او من خلال الاختلاط والتلاقح بين ثقافات الشعوب التي تدخل وتخرج ضمن عادات وتقاليد لايمكن السيطرة عليها او ضبطها بايقاع متوارث من الوطن الام قد لا تتوفر له الارضية المناسبة للنمو او الاستمرارية في بيئة يكون عامل التعايش السلمي هو الغالب عليها.
لا يوجد مانع محدد في صوم شهر رمضان المبارك في اي بلد،ولكن تختلف الظروف المحددة للصوم من بلد لاخر،او من منطقة لاخرى ضمن البلد نفسه،وبالتالي فأن الحديث عن اي عادات وتقاليد في شهر رمضان المبارك بما في ذلك طبيعة الظروف المحيطة بتطبيق الصوم ضمن الضوابط الشرعية غير شاملة ولا يمكن تعميمها وتطبيقها على كل البلاد،وانما لكل منطقة او بلد بذاته له ظروفه المؤثرة في الحياة اثناء حلول الشهر الفضيل والعيش ضمن اجوائه الرحبة.
هذا يعني ان العادات والتقاليد الرمضانية في بلاد اوروبا تختلف عن امريكا الشمالية او استراليا،بسبب الاختلاف في طبيعة تلك المجتمعات التي يتواجد بها المسلمون، وكلما كان حجم الجالية اكبر كلما كان لشهر رمضان تأثيره الاقوى والعكس صحيح من خلال وجود كافة المستلزمات الضرورية للصيام او الطعام الحلال او الجماعي والعبادة والتزاور بين العائلات الخ من العادات المتوارثة في العالم الاسلامي...
وبالرغم من ان للحريات الدينية دورا كبيرا كذلك لدرجة التعصب والعنصرية دورها المؤثر ايضا،الا ان الغالب هو توفر الارضية المناسبة للصوم،وتكون الحالة اكثر سهولة من خلال تواجد المراكز الاسلامية المختلفة والقائمين عليها وسهولة الوصول اليها بسبب اتساع حجم بعض المدن الى درجة قد يكون الانتقال او الزيارة يحتاج الى وقت طويل يحدد مسبقا.
من الظروف الاخرى المؤثرة جدا هي العمل ذاته! لانه سوف يكون طبيعيا لان الغالبية تعمل مع غير المسلمين ضمن مكان العمل ذاته،وبالتالي فأن الظروف سوف تختلف حسب نوعية ومكان العمل خاصة اذا كان العمل ضمن فترة يحين فيها الافطار!وهذا يعني انه سوف يكون لكل مكان ظروفه المختلفة وان كانت الاغلبية لاتعاني من ذلك خاصة في البلاد التي فيها نسبة بطالة عالية او يكون طبيعة العمل اكثر تيسرا من غيره.
عامل الطقس له اهميته البالغة فبعض الدول وخاصة الواقعة قرب الدائرة القطبية الشمالية هي تفرض ان تكون فترة الافطار قصيرة جدا لا تتجاوز بضع ساعات وحوالي 15-20 ساعة هي صوم! وهذا مشابه اذا كان هنالك فصل الصيف ايضا في مناطق اخرى،وقد يحدث العكس ايضا اي ان فترة الصوم قصيرة جدا وفترة الافطار تكون اكثر وبخاصة اثناء فصل الشتاء.
وجود الطعام المناسب وخاصة نوعية الطعام المتوارث وبخاصة الحلال منه له اهميته البالغة،فبعض المدن وخاصة الصغيرة منها والتي لا يتواجد فيها سوى عدد قليل من المسلمين هو اكثر صعوبة من خلال قلة تواجد المحلات العربية(بعضها مسيحي عربي ولكن يحافظ على توفير كافة المواد والاطعمة الموجودة في الوطن الام) اوالاسلامية او حتى صعوبة معرفة اوقات الصلاة والافطار وبقية التعاليم مما يعني ان القرب من تواجد الجاليات والمراكز الاسلامية يكون اكثر سهولة ليس فقط في شهر رمضان بل ايضا من خلال المحافظة على العادات والتقاليد ولغة الام ايضا.
بعد ثورة الاتصالات الحديثة وانتشار الانترنت والقنوات الفضائية العربية او الاسلامية،اصبحت الامور اكثر يسرا بكثير من السابق بحيث اصبحت معرفة اوقات الصيام او اتجاه القبلة او انتشار التعاليم الدينية وبخاصة المتعلقة بأحكام الصوم مع انتشار الوسائل الاعلامية الاخرى مثل الصحف والمجلات والكتب موجودة في كل مكان والتي دخلت البيوت حتى استطاعت ان تقرب البعيد او تزيل حواجز وعوائق قد يكون اغلبها نفسي من نفوس ابناء الكثير من الجاليات المنتشرة في بلاد المهجر والتي اصبحت كثيفة العدد بسبب عاملي الهجرة التي ازدادت في العقود الاخيرة او نسبة الانجاب العالية! وهذا من ثمرات وايجابيات الثورة التكنولوجية الحديثة والتي يسرت الكثير وان كانت لها مساوئ اخرى ولكن في غير محل حديثنا عن الصوم،وفي الحقيقة ان انتشار التعاليم الدينية وبخاصة ضمن صفوف الاقدم سكنا قد ازداد بمجيء الافواج الجديدة من المهاجرين او بسبب انتشار المراكز الاسلامية والقنوات الفضائية وغيرها...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات